رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس يفوز.. تركيا في قبضة أردوغان

 الرئيس التركى رجب
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان

بدأت التهانى تنهال على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، على فوزه برئاسة تركيا في الفترة من 2018 لغاية 2022، بعدما أظهرت النتائج شبه النهائية فوزه بنحو 53 % من أصوات الناخبين.


وسيطر على المشهد السياسي خلال 14 سنة سابقة وقاد حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى ثلاثة انتصارات انتخابية، وأجرى حزبه تعديلات دستورية لتحول البلاد إلى النظام الرئاسي ليضع الدستور جميع الصلاحيات في قبضة الرئيس منفردا.

ميلاده

ولد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عام، 1954 لأب يعمل بخفر السواحل في مدينة ريزه بساحل البحر الأسود التركي فيما قرر والده الانتقال بأسرته إلى مدينة "إسطنبول" عندما كان في الثالثة عشر من عمره لتحسين مستوى معيشتهم.

الكعك والليمون

عمل أردوغان، بائعا "للكعك والليمون" في شوارع إسطنبول خلال فترة مراهقته، للحصول على المال كما تلقى تعليمه في إحدى المدارس الإسلامية قبل حصوله على البكالريوس في الإدارة من جامعة "مرمرة" بإسطنبول.

التقي أردوغان بـ"نجم الدين أربكان" أول رئيس وزراء إسلامي للبلاد، أثناء دراسته بالجامعة، وتطورت حياته السياسية سريعا خلال عمله بحزب الرفاه التركي والذي تم حظره في 1998 فيما أصبح رئيسا لبلدية إسطنبول عام 1994.

ثم قام هو ومجموعة من النواب المنشقين عن حزب الفضيلة الإسلامي الذي كان يرأسه "أربكان" أيضا عقب حل حزب "الرفاه" تم حله أيضا، بقرار صدر من محكمة الدستور التركية في 22 حزيران 2001، وكانوا يمثلون جناح المجددين في حزب الفضيلة، بتأسيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في البلاد.

العثمانيون الجدد

يطلق البعض على الحزب وسياساته لقب العثمانيين الجدد وهو ما أقره الحزب من خلال أحد قادته وزير الخارجية أحمد داود أوغلو حيث قال في 23 نوفمبر 2009 في لقاء مع نواب الحزب: «إن لدينا ميراثا آل إلينا من الدولة العثمانية. إنهم يقولون هم العثمانيون الجدد. نعم نحن العثمانيون الجدد».

ونجد أنفسنا ملزمين بالاهتمام بالدول الواقعة في منطقتنا. نحن ننفتح على العالم كله، حتى في شمال أفريقيا، والدول العظمى تتابعنا بدهشة وتعجب.

قضية الفساد

شهد عام 2013 احتجاجات واسعة ضد حكم رئيس الوزراء أردوغان من قبل المعارضين له والذين لم يصوتوا لحزبه في انتخابات 2011، على خلفية أضخم قضية فساد في رأس الحكم تشهدها البلاد، تورط بها عدد من رجاله ونجله "بلال"، فيما يشير منتقدو أردوغان إلى فشله في تجريم الدعارة والكحوليات داخل دولته كدليل على فشل مشروعه الإسلامي.

من جانب آخر استطاع أردوغان استغلال خلفيته الإسلامية لاجتذاب متديني تركيا لصالحه في الوقت الذي عانوا فيه من خلافهم مع السلطة العلمانية هناك، ولكن موالاته الزائدة للإسلاميين ألصقت به تهم التحريض على الكراهية الدينية بعد ذلك، ويتهم أردوغان حركة الخدمة وزعيمها فتح الله كولن بتدبير انقلاب عسكري على حكمه وقع في منتصف يوليو الماضى.

السجن والمنع

من الغريب أن "أردوغان" واجه حكما بالسجن لمدة عشرة أشهر قبل توليه رئاسة الوزراء، ولكنه أطلق سراحه بعد أربعة 4 أشهر فقط، فيما فاز حزبه العدالة والتنمية بأغلبية ساحقة في الانتخابات التركية عام 2002 بعد أن كان محظورا من المحاكم لأنشطته المناهضة للعلمانية.

كان أردوغان ممنوعا من تولي أي مناصب سياسية بالدولة ولذلك لم يستطع الترشح لانتخابات البرلمان كزملائه، بالعدالة والتنمية، أعقب ذلك تغييرات في القانون التركي، سمحت له بخوض الانتخابات واختياره رئيسا للوزراء بعد فوزه بأيام في مارس 2003.

موقفه من العرب

وبعد انتهاء موجة ثورات الربيع العربى، كشف أردوغان بدون مواربة انحيازه لجماعة الإخوان، وانقلب على حليفه في الماضى الرئيس السوري بشار الأسد، وتدخل عسكريا في بلاده لتمكين فضائل مسلحة.

ولا يخفى الرئيس التركى عدائه تجاه الدولة المصرية بسبب ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته – الإخوان المسلمين.

أيضا يعادي أردوغان ونظامه الدولة الإماراتية وحكمها ولا تخلو خطاباته من توجيه الاتهامات المزعومة إلى الإمارات ويتعمد بين الحين والأخر النكش في التاريخ للتباهى بتاريخ بلاده العسكري في منطقة الشرق الأوسط.

وكشفت أزمة المقاطعة مع قطر انحياز الرئيس التركى لنظام الأمير تميم بن حمد، وسارع بإرسال جنوده إلى الدوحة عقب المقاطعة العربية للدول الأربع "مصر والسعودية والإمارات والبحرين".

ويبشر مستقبل حكم أردوغان بـ 4 أعوام مشحونة بالخلافات مع الدول العربية، والولايات المتحدة الأمريكية ليظل العالم في حالة ترقب للإجابة عن سؤال جوهري مفاده.. هل الفوز بداية النهاية لسلطان تركيا الجديد؟

الجريدة الرسمية