رئيس التحرير
عصام كامل

أدوات المطبخ الخشبية.. تاريخ الأثرياء والغلابة في قنا

فيتو

للمطبخ القناوي عادات وتقاليد معينة لا يوجد لها مثيل في أي مكان، ولا يزال بعض النساء يحتفظن بها، ويحرصن على شراء الأدوات الخشبية من أماكن مخصصة لهذا الأمر في قرى المحافظة، فهن حريصات على الاحتفاظ بأسرار مطبخهن والأدوات المستخدمة فيه خاصة في بعض الأكلات التي اشتهرن بها.


وفي حواري مدينة الوقف شمال محافظة قنا، يفترش الأرض شاب في الثلاثين من عمره وبجواره بعض الأدوات الحديدية والخشبية التي يستخدمها في صناعة الأدوات الخشبية للمطبخ القناوي.

سيد محمود "أحد صناع الأدوات المنزلية الخشبية"، الذي تحدث عن المهنة بعشق قائلًا "لم تكن مهنة متوارثة عن الآباء والأجداد بل إنها قصيدة حب اتغني فيها عندما أقوم بعمل أداة من تلك الأدوات".

وأشار "سيد" إلى أنه منذ صغره عمل بهذه المهنة مع والده وكان يسمع إلى قصص ورويات منه على شراء هذه الأدوات من قبل كبار العائلات والقبائل، قائلًا" الأدوات ده كان بياخدها الملوك ودلوقتي بقت للغلابة"، لافتًا إلى أن الأدوات المنزلية الخشبية كانت تمتاز بها بيوت كبار العائلات والقبائل في صعيد مصر وكان الجميع يأتي إليها من كل مكان للشراء، إلا أن الأمر اختلف كثيرًا هذه الأيام لكن هناك بعض البيوت الكبيرة في قرى تحرص على شراء هذه الأدوات منا مثل المغرفة والمفراك الخشبي والشوك والملاعق وغيرها، منوهًا إلى أن صناعتها بسيطة وجميعها من الأخشاب رافضًا الحديث عن أسرار الصناعة ذاتها قائلًا "ده سر الصنعة".

وأكد أن المطبخ القناوي ويمتاز ببعض الأكلات التي تستخدم فيها هذه الأدوات ولا يوجد لها مثيل في أي مكان آخر خاصة "البامية الخضراء" أو "الويكة" كما يطلق عليها في قرى الصعيد، التي يتم هرسها بالمفراك الخشبي، وعلى الرغم من ظهور الكثير من الأدوات الأخرى في هذه الأكلة تحديدا إلا أن المطبخ القناوي يحتفظ بسرها ومذاقها لا مثيل له في أي مكان آخر بسبب المفراك القناوي الذي يحرص عدد من النساء على شرائه واستخدامه حتى الآن فضلًا عن المغرفة التي تستخدم في خبز العيش البلدي وغيرها من الأدوات الأخرى.
الجريدة الرسمية