رئيس التحرير
عصام كامل

الأسد الماليزي قاد المعارضة.. وأسقط حكومة رزاق الفاسدة


في الوقت الذي أيقن فيه الماليزيون خاصة رجال السياسة أن مهاتير محمد الذي يحتفل الشهر المقبل بعيد ميلاده الثالث والتسعين قد ودع الحياة السياسية بعد أن بلغ من العمر عتيًا، وجدوا العجوز المحنك معشوق الشعب الماليزي يعود للمشهد السياسي وبقوة، بعد أن قاد تحالفًا للمعارضة، وحقق فوزًا ساحقًا في انتخابات ركز في برنامجه خلال حملته الانتخابية على مواجهة ارتفاع تكلفة المعيشة ومكافحة الفساد الذي تفشي في الدولة الآسيوية، وقهر حكومة نجيب رزاق المتورطة في تهم بالفساد..


وتعهد الأسد الماليزي أمام شعبه عند توليه رئاسة الوزراء بعد غياب ١٥ عامًا باستعادة الأموال التي تم سرقتها والقبض على اللصوص وإيداعهم خلف القضبان الحديدية، لينال كل من سولت له نفسه سرقة أموال الدولة الجزاء المناسب، فكانت أول قراراته منع نجيب رزاق رئيس الوزراء السابق وزوجته من مغادرة البلاد ومثوله أمام جهات التحقيق.

البداية توحي أن مهاتير استعاد شبابه وقوته بحب وطنه والحرص عليه ولم لا وهو الذي بنى ماليزيا الحديثة اقتصاديًا، ولم يلجأ سواء للبنك الدولي أو صندوق النقد الدولي، لأنه يدرك ويعي أن كل قرض يأتي ومعه شروطه.. من هنا يجب أن نتفهم أن المعارضة القوية تصنع الكثير وتستطيع أن تفرض نفسها بقوة في الحياة السياسية طالما أن لديها فكرًا وبرنامجًا سواء كان سياسيًا أو إصلاحيًا يجذب اهتمام المواطنين الذين يلتفون حوله..

بينما المعارضة الهشة لا تصنع شيئًا.. في ماليزيا فازت المعارضة لأنها استطاعت من خلال قائدها مهاتير محمد صانع النهضة الحقيقية أن تجذب اهتمام الشعب الماليزي الذي التف حوله ولم يتركه إلا بعد الفوز الساحق في الانتخابات.. ترى هل نتعلم من التجربة الماليزية؟ ونرى أحزابًا معارضة لديها وجود في الشارع المصري وسياسات محددة المعالم لجميع المجالات لتطويرها وبرامج تنفيذية لمشروعات قومية محددة التوقيتات وفكرًا صائبًا لمواجهة الأزمات.

البعض قد يتهمني بالتفاؤل لأنني أطالب بالمستحيل تحقيقه، فمصر عاشت سنوات عديدة تحت لواء الحزب الواحد وهذا هو سبب تعثر الحياة السياسية، لأنه الحزب الواحد بنى على أساس ضعيف وفي أول أزمة واجهها سقط وانهار فورًا.. نحن نريد أحزابًا قوية تشارك في الحياة السياسية وتسهم في القرار السياسي لأن قوة هذه الأحزاب تصب في النهاية لمصلحة الوطن.. قد يتحقق الحلم ولو بعد سنوات.. المهم أن يتحقق قبل فوات الأوان.
الجريدة الرسمية