رئيس التحرير
عصام كامل

«الشاه.. وأنا».. لماذا كره ملك إيران جمال عبد الناصر؟ (1)


«أسد علم» كان ذلك الاسم في يوم من الأيام يحرك إيران أثناء حكم الشاه، هو ليس فقط وزير البلاط الإيراني، لكنه أيضًا صديق الشاه منذ الطفولة، ورجله الأولى الذي يطلع على الأسرار أولا بأول، لذلك حين يكتب هذا الرجل مذكراته السرية تكون ذات معنى بل والأهم إذا شئنا الدقة، فالرجل نفسه كان يدون يوميًا ما يحدث، ولا يوجد فيها ما يسيء لملكه، هي نظرة عن قرب للحياة الإيرانية داخل الشاه.


تم ترجمة الكتاب من خلال فريق متخصص، وخرجت لنا المذكرات تحت عنوان «الشاه وأنا» في مجلد أكثر من 700 صفحة، ولكن الأهم من ذلك هي ما يمكن معرفته من علاقة إيران بمصر الحاضرة في بعض الأوراق، ما قاله الشاه عن القاهرة وعلاقته بعبد الناصر وأنور السادات والأهم من ذلك كيف كان ينظر إلى بلده في أواخر أيام حكمه.

وفي الحلقة الأولى من تلك المقالات نتحدث فيها عن الشاه وجمال عبد الناصر، وننوه أن الشاه كان يدرك جيدًا أن البترول هو سلعته الوحيدة التي تمكنه من أن يصنع لبلاده مكانة دولية جيدة، خاصة أن الدول الأخرى المنتجة للبترول مثل السعودية والخليج العربي في النهاية ستتضامن مع العرب في حال أي صراع.

وفي بداية المذكرات وأنت ترى كراهية الشاه للعرب واضحة، هو لا يكره الإسلام بطبيعة الحال فهو يحكم دولة إسلامية، لكنه كما أكد وزير بلاطه كان لا يحب العرب وفي أكثر من موضع يقول «أنا غير ملزم بالمواقف العربية، العرب لا يحسنون التصرف» وما إلى ذلك من مصطلحات.

أما الخلاف مع مصر فقد بدأ مبكرًا، فالشاه قد أعلن معارضته لكل من يطلق على الخليج الفارسي بالخليج العربي، وبالنسبة لـ«ناصر» الذي رفع شعار القومية العربية، لم يكن الأمر مفاجئًا أن يناصبه الشاه العداء في كل موضع، لكن هذا العداء تحول إلى خطوات في هزيمة يونيو 1967.

وبحسب مذكرات "اسم علم"، فإن شاه إيران اختار إمداد إسرائيل بالبترول سرًا وذلك ليس خوفًا من العرب ولكن لأن قضية فلسطين بها شق إسلامي، وحين وقعت الهزيمة كانت إيران الدولة الأولى في إمداد الدول الغربية بالبترول، ووقتها قال الشاه هذا معروف ستحمله لنا الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضًا فرصة لجعل إيران الدولة الأولى فيما يخص البترول عالميًا.

هذا الموقف من الأزمة العربية تبعه عدد آخر من المواقف مثل فتور العلاقات بين الشاه وملك المغرب لأن الأخير أخطأ وأطلق على الخليج الفارسي، الخليج العربي، أما ناصر الذي تجاهله الشاه خلال سنوات ما قبل 1967، بدأ يتحدث عنه صراحة بعد نكسة يونيو بقول «ناصر هذا سيضيع الجميع»، وحتى حين رحل زعيم الأمة العربية لم يكن من شاه إيران سوى وصف الراحل بأنه «مراهق».
يتبع..
الجريدة الرسمية