رئيس التحرير
عصام كامل

آمال فهمي: التابعي لعنني وأم كلثوم ضيفة أول فوازيري

آمال فهمي
آمال فهمي

في مجلة "سيدتي" عام 1990، وفي حوار مع الإذاعية آمال فهمي عن ذكرياتها مع فوازير رمضان، قالت فيه:


«لا أنسى أبدا أنني صاحبة فكرة أن يحتفل الإعلام بشهر رمضان، هذا التقليد لم يكن معروفا لا في الإذاعة ولا التليفزيون ولا حتى في البلاد العربية.

لكني وجدت أنها فرصة لكي يجتمع كل أفراد الأسرة حول المائدة في لحظة معينة، على أن يكون شيئا ظريفا ممتعا، وأشكر الله أن أوحى إلى بهذه الفكرة التي استمرت لأكثر من خمسين عاما.

وأذكر أن الكاتب الأستاذ محمد التابعي قال في أحد مقالاته "لعنة الله على آمال فهمي لأنها كانت سببا في أن يسيل شربات الكنافة على ملابسي لأني كنت حريصا على سماع الفزورة وأفكر في كل كلمة فيها".

وقد بدأت مع الشاعر العظيم خفيف الدم بيرم التونسي، وقال لي بيرم ذات مرة: على فكرة أم كلثوم ما كنتش تقدر تغير كلمة من كلامي، أما أنت أنا سمحت لك تغيري في كلمات الفوازير.

قلت له: الفوازير تختلف عن الأغاني، فضحك ولم يرد، وقد استمريت مع بيرم التونسي أكثر من خمس سنوات، بعدها لجأت إلى الأستاذ الشاعر صلاح جاهين فرفض، وقال لي: أنت عايزاني ألبس جاكتة أبويا؟
قلت له: يعنى إيه؟
قال جاهين: في الفلاحين عندما يموت الأب يلبسوا ابنه جاكتته، وانت عايزاني ألبس جاكتة أبويا بيرم التونسي بحاله، أنا أقل من أن أضع نفسي في مستواه.

وأضافت آمال فهمي: بعد ذلك أخذ صلاح جاهين فكرة الفزورة وقدمها مع نيللي في التليفزيون، وكانت عبارة عن "نقول كمان"، وهي عبارة تتردد على لساني في تقديم الفزورة، كمان جميع أساتذة الجامعات أخذوا تلك العبارة مني.

في ذلك الوقت فصلني وزير الإعلام محمد فايق (وكان زوج ابنة على صبري) من التليفزيون لمدة عشر سنوات كاملة، وأعادني السادات في السبعينات إلى الإذاعة، فعدت أيضا إلى الفوازير في رمضان وبرنامج على الناصية طول العام.

من الذكريات الطريفة أيضا أن أم كلثوم كانت أول ضيفة في أول حلقة لفوازير رمضان، وكانت تقرأ في كتاب للدكتور طه حسين بصوتها، وتسأل الفزورة عن صاحب الصوت، فكانت الإجابة الدكتورة سهير القلماوي.

وفي إحدى السنوات بلغت حصيلة رسائل إجابات الفوازير أكثر من مليون رسالة من مليون قارئ كانت تمثل ضغطا على مصلحة البريد التي ألغت الإجازات في العيد، وكان نقل هذه الرسائل إلى الإذاعة مشكلة كبيرة، لدرجة أن مدير مصلحة البريد أرسل شكوى إلى مجلس الوزراء من كثرة الضغط على المصلحة».
الجريدة الرسمية