رئيس التحرير
عصام كامل

فين أخبار بشار الأسد؟!


طبعاً السؤال ليس موجهاً لبشار الأسد ولا نظامه ولا رجاله، ولكن السؤال هدفه التفكير فى أسباب عدم وجود أى أخبار عنه فى معظم - إن لم يكن- كل وسائل الصحافة والإعلام.. لكن كل الأخبار عن الجهة الأخرى فقط، وهى معارضو بشار، وعلى رأسهم بالطبع الجيش الحر. 

الأمر هنا لا يتعلق بأن تؤيد بشار أو تعارضه، ولكن يتعلق بحق من حقوق الإنسان وهو حق المعرفة.. وهذه هى الوظيفة الأولى للصحافة والإعلام.. ولا بد من التنويه إلى أن حقوق الإنسان بشكل عام وحق المعرفة منها، هى حقوق لصيقة بالإنسان منذ مولده، أى لا يمنحها له أحد، وليس بالطبع من حق أحد أيًا كان وتحت أى مبرر أن يمنعها.. وحق المعرفة يمنحك ويمنح أى مواطن الحق فى أن يكون وجهة نظره بحرية ودون تزوير أو تلاعب من أى جهة أو نظام سياسي. 

قبل أن أكمل لا بد من الإشارة إلى أننى ضد بشار الأسد ووالده وقضيت منذ عدة سنوات 7 أيام فى دمشق تحت رحمة استخبارات هذا النظام الاستبدادى.. مثلما كنت ضد القذافى وصدام حسين وكل الأنظمة الاستبدادية العربية، فى الوقت الذى كانت الكثير من قوى المعارضة تحج إلى هذه الأنظمة وتدافع عنها بالباطل.. وبعض من هذه القوى المعارضة قبل الثورة كان يصمت على الجرائم التى يرتكبونها.. وقليلاً من هذه القوى، لا أعرف عددها، كانت تحصل على الدعم المالى مباشرة أو عبر وسائل شرعية. 

هل هذا يعنى أن الصحيفة أو الموقع الإلكترونى الإخبارى أو القناة الفضائية لا يجب أن يكون لها توجه؟ 
بالطبع لا، ولكن ليس من حقها حجب أى أخبار لأنها تأتى من طرف سياسى تختلف معه. ولكن حقها فقط فى زيادة الجرعة الإخبارية من الطرف الذى تؤيده.. وهناك أيضًا ترتيب الأخبار، بالإضافة إلى مقالات الرأى والتعليق على الأخبار .. إلخ. 
لكن ما يحدث فى عالمنا العربي، ليس كذلك، ففى الأغلب الأعم حجب وتزير وتلفيق.. لأن التصور السائد أن الصحافة والإعلام هى وسائل للإعلان عن نظام حاكم أو تيار سياسي. وهذا يفسر لك الهجمة الشرسة من التنظيم السرى للإخوان وحلفائه السلفيين. 

فهم يريدون من الصحافة والإعلام أن يكونوا وسائل دعائية لعبقريتهم، وليس لكى يحصل المواطن من خلالها على حقه فى المعرفة، بما فيها معرفة رأى معارضيهم. 

إنه التزوير الفاضح للأخبار وهذا ما يفعلونه ع الحرب الأهلية السورية، فهم يريدون دفع المواطنين المصريين فى اتجاه سياسى يخدم مصالحهم، ولا يخدم بالضرورة الحقيقة. 

الجريدة الرسمية