رئيس التحرير
عصام كامل

العدوان على سوريا وتكرار التاريخ


لا شك أن القيام بعدوان ثلاثى على الشقيقة سوريا له تداعيات ليس على المنطقة العربية فحسب إنما على المجتمع الدولى، ولعل تباطؤ الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن إصدار أي قرار يدين الهجوم، هو ما يدفع العالم بعد كل سنوات ضبط النفس إلى حرب عالمية ثالثة ستودى بالأخضر واليابس.


لم يتعلم العالم فيها من تجربة سابقة بعد أن تغير اسم عصبة الأمم لتصبح الأمم المتحدة، حيث فشلت في منع حرب إبادات الملايين عندما حادت عن الحق وتركت العالم ليفعل فيه الأقوياء ما يحلو لهم من إباده كان لها عند الناس سوء الذكرى.

تكرار العدوان على سوريا ٢٠١٨ بعد العدوان على مصر ١٩٥٦ يكتبه التاريخ الذي يعيد نفسه، ومازلنا نتذكر أن العدوان أثره باقٍ في النفوس يذكره الآباء للأبناء، كيف يتم إزهاق الأرواح وإسالة الدماء الطاهرة على الأرض من أجل تحقيق استهداف تلك الأرض تحت مسميات عدة، منها شعارات للديمقراطية والوقوف إلى جانب الحق الذي أصبح للأسف له وجهين، ولهذا ضاعت الحقوق وسط غياب المعايير، وأصبح حالنا واضحًا للعيان دون أي تجميل، فالمنطقة تعانى من ويلات الثورات التي قضت على آخر مقوماتها الهزيلة استعدادًا للقضاء عليها من الأقوياء الذين كان عليهم أن يحفظوا أمن العالم من ويلات الحروب.

ندعو كل من يضع يده على الزناد ليستهدف الشقيقة سوريا أن يتوقف عن ارتكاب جريمة لا تنسى، وأن الاستجابة لتحقيق الأطماع الإسرائيلية في المنطقة لن يجدى منها أحد شيئًا سوى دفع المنطقة جميعًا لحرب شاملة، وقد أعطانا الله عقلا لنفكر به فعندما تمتلك الدول الكبرى السلاح المتقدم لنعرف أين يمكننا استخدامه لإقامة الحق والعدل وليس لتحقيق مآرب استعمارية، لن يعود بالنفع على أحد، ولو كانت الأمور بالحروب لنجح المعتدون من فرض سيطرتهم عبر الزمان.

لابد من لم شمل الدول العربية لعلاج الخلل في التوازنات الإقليمية، مما يعيد الاستقرار في المنطقة.. لابد أن نعي الرسالة بوضوح لكي نوقف كل من يريد أن تصبح المنطقة أرضًا لحرب يصنعونها بعيدًا عن أراضيهم.
الجريدة الرسمية