رئيس التحرير
عصام كامل

عودة الأحزاب


توقع المستشار بهاء أبو شقة عقب فوزه برئاسة حزب الوفد أن تتشكل أربع قوى سياسية في الفترة القليلة المقبلة، ليصبح التنافس بين أربعة أحزاب هي خلاصة أكثر من ١٠٤ أحزاب معظمها في دكاكين متراصة داخل مقرات يتيمة، لم تستطع الخروج منها منذ التكوين وحتى مضي سبع سنوات على ثورة يناير.


أغلب الظن أن توقعات أبو شقة مبنية على معلومات حول إرادة الدولة لإعادة الحياة إلى العمل السياسي في الفترة المقبلة، خاصة أن الرجل تحدث صراحة عن تجهيز مرشح رئاسي لانتخابات ٢٠٢٢م، وهو ما يعني أن تصوراته قد تتعدى فكرة إعادة الوفد إلى ما كان عليه إلى مرحلة تصور أن يكون هناك صراع بين تيارات ثلاثة يميني ويساري ووسط.

قد يفرض الواقع على صناع الحياة الحزبية أن تندمج جماعة اليسار كلها في كتلة واحدة، واليمين كله في كتلة أخرى، ويظهر على السطح حزب قوى يمثل الحكومة، وهو ما قد يولد من ائتلاف دعم مصر، لنصبح أمام ثلاث قوى تتداول السلطة فيما بينها لتبدأ بانتخابات المحليات وتنتهي بانتخابات الرئاسة في ٢٠٢٢م، حسب ما فهمناه من رئيس حزب الوفد الجديد المستشار بهاء أبو شقة.

السؤال هو: هل تتوفر الإرادة الحقيقية لصانع القرار في البلاد لإفساح المجال العام وفتح النوافذ، خاصة أن الكتل الأربعة التي تحدث عنها المستشار بهاء أبو شقة لديها أرضية تكاد تكون واضحة المعالم؟، فالكتلة الليبرالية تتركز في حزبى الوفد والمصريين الأحرار، والكتلة اليسارية يمكن اعتماد جذر التجمع أساسا لها، أما الكتلة الثالثة فهي التي بدأت في التشكل خلال الأيام القليلة الماضية من ائتلاف دعم مصر، أما الآخرون من بقايا التجربة التعددية الثانية فلا سبيل أمامهم إلا الانضواء تحت واحدة من هذه الكتل الثلاثة.

حديث بهاء أبو شقة انطلق من فكرة تطمين النظام بأن المعارضة لن تكون مدحا على طول الخط، ولن تكون قدحا بلا سبب، وهو أساس يعتمد على فكرة المعارضة الوطنية مع قطع حبال التواصل مع الخارج، الذي استطاع خلال التجربة التعددية الثانية النفاذ إلى الشارع السياسي من خلال أحزاب كان بعضها يقتات من أنظمة عربية معروفة.

أظن أن التصور القادم من حزب الوفد مقبول شكلا، ويبقى أن نبحث في أسس المضامين التي تجعل النظام متعاطيا معه دون خوف أو تشكيك!!
الجريدة الرسمية