رئيس التحرير
عصام كامل

أخي السلفي


أخي السلفي.. الكلمات التي بين يديك الآن ليست مجرد مقال بقدر ما هي رسالة أرجوك أن تجعلها مادةً لك تقرأها بميزان العقل وبحسن نية، طالما ظنَّ الناس أن ذلك منهجك «لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا»..


فأنت «أخي» وأصر على أن أناديك بهذا الوصف، وإن اختلف تقييمي دينيا في ميزانك.. ربما تعرضتَ أنتَ لهجوم حزَّ في نفسك، ونحن على أية حال بشر، ولا كمال في اعتقادنا إلا لله ولرسوله.. ربما هُوجمتِ أنتَ في مظهرك أو باتهامك بأنك منتمٍ لتيار متشدد.. رغم أنه ربما لم يكن لك في السياسة ناقة ولا جمل، ولا ذنب لك سوى مظهرك الذي اخترته طوعًا، وهو محمي بنص دستور الدولة التي تعيش فيها.. لكن كل ما ذلك قد يترك في نفسك أثرا لكنك على أية حال كما قلت :"بشر" ممن خلق الله.

ألست معي في أن للجدل مساحة مفتوحة طالما كان حسن النية أرضية للحوار بيني وبينك؟.. ألست معي في أن الإسلام ليس حكرًا على جماعة أو فرد أو خاضعا لسلطة من يسمون بـ"رجال الدين"؟.

وإليك ما يلي من أسئلة علَّني أجد لديك إجابة؟
ألم يقل شيوخ من تياركم أن «الربا طال حياتنا كلنا حتى مرتباتنا، لأنها –حسب ما يرون- تمر بالبنوك، وبالتالي فقد طالنا شيء من الربا المحرم؟».

ألم ير شيوخكم أن «ظهور العلماء على الفضائيات فتنة؟»، وعلَّك قرأت كتاب «فتنة ظهور العلماء في الفضائيات»، لأنه -بحسب بعض أقطابكم - فتنة حيث ترى النساء العالم أو الداعية على الشاشة ويعرضن أنفسهن للفتن.

ألم ير دعاتكم أن «مظهر ملابسنا – نحن المصريين- مخالف للشرع، وكذا مظهرنا لأننا «حليقي اللحى» وبالتالي فإمامتنا المصلين في الصلاة لا تجوز؟».

ألم تطالع كتب أو كتيبات تحمل عناوين «القول البتة في تحريم الكرافتة» و«الرأي المفصال في تحريم البنطال» و«القول الصاعق في تحريم الملاعق».

لا تتوارى أو تتهمني زورا بالكذب، لأن ذلك كان أطروحات لديكم روجها دعاتكم، وكأنها أحكام شرعية وهم يرون أيضا أن «الإسلام ليس حكرا على الأزهر ورجاله أو أن الأزهر مؤسسة دينية رسمية، وبالتالي فآراء تلك المؤسسة خاضعة للمراجعة».. يرى شيوخكم ذلك في حين أنهم لا يسألون عما يحملون من مؤهلات تدعم تصدرهم للإدلاء بالرأي الديني والفتوى في أمور الحياة الدنيا والآخرة.

ألم تر آراء مُرَوَّجة– تحبونها – على مواقع الإنترنت التي تدعي اختصاصها بالفتوى وبالشأن الديني أن «العمل بكثير من المجالات "حرام" ومنها طبعا العمل بالصحافة».

ألا ترون أن «تهنئة المسيحي بأعياده حرام، لأن ذلك طعن في عقيدة التوحيد؟».

بصراحة شديدة وأيا كانت الردود على تساؤلاتي أصبح ما يسمى «الفكر السلفي» بحاجة إلى مراجعة من قبل الأزهر الشريف، وهو على رأسه اليوم قامة من قامات العلم وبه رجال أشداء قادرون على المواجهة في ميدان الفكر، وتفنيد ما حاول المغرضون إلصاقه ظلمًا وزورًا وبهتانًا بدين هو رحمة للعالمين.

ولنا أن نستعيد ما عانته مصر وكثير من الدول العربية والإسلامية من ويلات الضلال، فظهر ما يسمى بجماعات: «التبليغ والدعوة» و«التكفير والهجرة» و«الناجون من النار» وغيرهم.. ومن قبلهم جميعا جماعة الإخوان المسلمين أو المتأسلمين أو "الإخوان فقط" دون حاجة لإلصاق مسمى تلك الجماعة عنوًة بالإسلام.. وللمقال تتمة.

الجريدة الرسمية