رئيس التحرير
عصام كامل

بإرادتنا نقهر أعداءنا


عشنا فترة في غاية الصعوبة والخطورة تجرعنا خلالها مرارة الخوف والفزع رجالًا ونساءً وشبابًا وأطفالًا، بعد أن غاب الأمن والأمان خلال أحداث يناير ٢٠١١، وانتاب الجميع أنهم على أعتاب الضياع وفي مهب الريح، سنوات الضياع عشناها عن كثب، بعد أن هيمن الخونة والقتلة والسفاحون على الوطن، وتم ممارسة كل أنواع وأشكال الجرائم والفساد على أيدي جماعة الإخوان الإرهابية، التي استعدت لبيع الوطن لأعدائه مقابل البقاء في الحكم، ولولا الانتفاضة على الحكم الجائر من خلال ثورة المصريين الأحرار في ثورة ٣٠ يونيو المجيدة، التي نجحت بإزاحة الأشرار لكان الوطن في خبر كان..


لم ننسَ هذه الفترة التي مرت بها البلاد، بعد أن عاد الوطن من جديد لأحضان المصريين الشرفاء الذين وقفوا في وجه كل الأشرار بعزيمة قوية وإصرار على طردهم رغم تهديداتهم.. وبعدها بدأ المصريون في التقاط الأنفاس، وهم يدركون أن المخطط الشيطاني ما زال قائمًا من أعداء البلاد سواء في الداخل أو الخارج، وهناك تحديات جسام لابد من وضعها أمام نصب أعيننا، وفي مقدمتها محاربة الإرهاب الأسود الذي لا دين له ولا وطن..

ولعل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن الأحداث التي وقعت خلال السنوات الماضية لن تعود هي بمثابة رسالة طمأنينة للمصريين، لاستبعاد شبح الخوف من عودتها، لكن لا بد أن نعي وجود أخطار محدقة لم تظهر بعد، تستوجب اليقظة والاستعداد لها حال ظهورها، والعمل على وأدها في مهدها بالإرادة والتحدي، ليس فقط من خلال قواتنا المسلحة والشرطة المدنية، لكن أيضًا بالمصريين الشرفاء، لأن وحدة المصريين جميعًا والتفافهم حول القيادة السياسية تمثل قوة عظمى تجاه قوى الشر..

من هنا تأتي أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية، والتي بدأت بتحريض من المغرضين من أعداء الوطن في الداخل على مقاطعتها، والعمل على إثارة الفوضى والبلبلة من خلال نشر معلومات كاذبة، وأيضًا عبر قنوات الإرهابية في تركيا وقناة إمارة الإرهاب.. كل هذه الممارسات لا يجب النظر إليها والمشاركة في الانتخابات رسالة للعالم كله بأن المصريين قادرون على تحديد مصيرهم بأيديهم لا بأيدي الآخرين..

وهي أيضًا واجب وطني من أجل مصر المحروسة لا من أجل شخص بعينه.. نحن بالإرادة والتحدي نقهر أعداءنا ونقرر مصيرنا، ونضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة وحدتنا وعزيمتنا، للحفاظ على تراب الوطن الذي يرتوي بدماء الشهداء من أجل حمايته من الأشرار.. وتحيا مصر...

الجريدة الرسمية