قصة الأم المثالية مع أبنائها ذوي الاحتياجات الخاصة (فيديو وصور)

ليس في الدنيا من البهجة والسّرور مقدار ما تحسّ به الأم عند نجاح أبنائها، فما بالك إذا كان هؤلاء الأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، حينها تتضاعف بهجتها، ويتزايد سرورها، ويعزف قلبها أرق الألحان وأعذب الأنغام.

استطاعت "سلوى يحيى عامر" الحاصلة على لقب الأم المثالية لهذا العام على مستوى الجمهورية، بالصبر والعمل أن تثبت أنه "لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة"، رغم الظروف التي واجهتها بعد أن رزقها الله بأربعة أبناء، توفي أحدهم في حادث، وكان عمره حينها لا يتجاوز العشرين عاما، واثنين آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وابن واحد سوي، لكن بإرادة قوية؛ قهرت "سلوى" الواقع القدري لتصل بأبنائها إلى أعلى المراكز في البطولات الرياضية.

رحلة من المعاناة والتعب والشقاء خاضتها "سلوى" مع أبنائها، حتى أصبحوا أبطالا في السباحة، فحصلت ابنتها "أميرة" (20 سنة) على المركز الأول على مستوى العالم في السباحة عام 2011، وحصل ابنها "أحمد" (33 سنة) على العديد من الميداليات والجوائز في السباحة أيضا، هذا بخلاف مشاركتهم في البطولة الدولية للسباحة في المياه المفتوحة بالبحر الأحمر، وحصلت أميرة فيها على المركز الأول، وحصل أحمد على المركز الثاني.

تقول سلوى يحيى، الأم المثالية على مستوى الجمهورية:" أي أم تُربي أبناء طبيعيين بتعاني معاهم وفي تربيتهم؛ بسبب الظروف الحياتية الصعبة، فتبذل مجهودا كبيرا لتنشئة أبناء صالحين، ولما بيكون الأبناء دول من ذوي الاحتياجات الخاصة بتبذل مجهود أضعاف أضعاف الطبيعي"، متابعة: "بيكون مفيش راحة، ولا نوم، ولا اهتمام بحاجة ليها أكتر منهم.. بيكونوا هم أهم حاجة بالنسبة ليها".

«هم هديتي من الله» هكذا وصفت سلوى أبناءها، مؤكدة على أن ابتلاء الله لها بأن رزقها بأبناء ذوي احتياجات خاصة، دليل على حبه لها "فإذا أحب الله عبدا ابتلاه".. مشيرة إلى أنها سعيدة جدا بتكريم الدولة لها وأنها أخيرا شعرت بأن هناك من يقدر تعبها ومجهودها الذي بذلته طوال تلك السنوات الماضية.

كانت الرسالة الأخيرة التي وجهتها الأم المثالية على مستوى الجمهورية لكل الأمهات الذين رزقهم الله بأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن لا يخجلن من أبنائهم، حتى لو كانت نظرة المجتمع لهم لا تزال بها بعض السوء؛ لأن الله له حكمة في كل شيء، ولا يجب أن يُحَاسب أولئك الأبناء على ما ليس لهم يد فيه.