رئيس التحرير
عصام كامل

«الاستعلامات» ومتطلبات الريادة الإعلامية


اختتمت الهيئة العامة للاستعلامات مؤخرا، عددا من البرامج التدريبية المستهدفة ضمن خطة تدريبية نٌظّمت في إطار الاهتمام بتنمية مهارات الإعلاميين العاملين بها، والتركيز على إحاطتهم بكافة المتغيرات السياسية العالمية.. وغيرها.. لفترات وحقب زمنية ممتدة عانت الهيئة وكوادرها، من الخمول الشديد في أداء الدور المنوط بها، كجهاز إعلامي رسمي للدولة، نتيجة تعاقب العديد من الرؤساء لها، ممن ليست لديهم الخبرة أو المهارة في العمل الإعلامي.


حدا هذا السبب الرئيسي، بكوادر الهيئة إلى التزام الصمت، متنقلين بين رئيس يأتى وآخر يغدو، "مرتقيًا" عبرها إلى الخارج في منصب دولى، شاخصين بأبصارهم في انتظار، من يأتى ليستنهض الهمم والخبرات، ويزيح عنها التراب، ويحاول تطوير أداء الهيئة في ظل إمكانياتها المحدودة.

ولهذا كانت الإرادة السياسية بالحفاظ على الهيئة ودعمها بقيادة إعلامية صحفية، تشحذ الهمم، للقيام بالدور المنشود، للوقوف في وجه آلات الإعلام الغربي التي تمول من الدول الراعية للإرهاب، بهدف إفساد الأوطان.

وعلى مدار تسعة أشهر، منذ يونيو 2017 تحديدا، وهو موعد تولى ضياء رشوان، مسئولية قيادة الهيئة في تلك المرحلة التي تعج بالمتغيرات العالمية، والحرب الضروس التي يشنها جيش مصر وشرطتها وكافة قطاعاتها، ضد فلول الإرهاب؛ لم يأل كوادر الهيئة أو قياداتها في "فورية" إصدار البيانات التوضيحية، بالسرعة المطلوبة، لتبيان حقائق الأمور، ودحض الأكاذيب، وليس أدل على ذلك من "كذبة" "بي بي سي" حول الاختفاء القسري للمدعوة "زبيدة"، وهو ما تكشف فيما بعد أنه محض افتراء وتدليس من المحطة التي من المفترض أنها عريقة.

مع بروز هذا الدور الهام وعودته إلى الأضواء، وساحات النقاش العالمي من جديد، تحتاج الهيئة إلى تعزيز الأدوات المتاحة لتأدية الدور المطلوب منها على أكمل وجه، وأحد هذه الأدوات المهمة التي تنعكس على موظفى الهيئة ربما بالإيجاب، لو تم النظر فيها، ولطالما طالبوا بها، هو أن الهيئة محسوبة "اسما" فقط، على أنها أحد المؤسسات التابعة لرئاسة الجمهورية، وعلى أرض الواقع لا يتمتع موظفوها بأى امتيازات مادية أو عينية، تحفزهم على المزيد من بذل الجهد والعطاء في سبيل إعلاء شأن هذا الصرح الإعلامي الهام، وهذا لن يأتى إلا بإحساس كل منهم بأهمية دوره وموقعه في كافة القطاعات.

ندرك أن القيادة السياسية الواعية للسيد رئيس الجمهورية، استشعرت قيمة الهيئة ورفضت دعوات البعض لتفكيكها، والزمتها بدور إعلامي هام للمرحلة المقبلة، ولكن لابد ولكى تكتمل تلك الرؤية، أن تتم عملية الإلحاق الفعلى التام لمؤسسة الرئاسة، مؤدية مهامها كمؤسسة وطنية غير ربحية، تسعى للرد على كل من يفكر في العواء والنباح في وجه الوطن.
الجريدة الرسمية