رئيس التحرير
عصام كامل

دلالات إقالة ترامب لوزير خارجيته


إقالة دونالد ترامب وزير خارجيته ركس تليرسون من خلال تغريدة يعبر عن الاستخفاف الذي يدير به ترامب إداراته.. فالمعروف أن هناك بروتوكولا عند إقالة الوزراء، فوزير الخارجية كان في جولة أفريقية عندما علم بخبر إقالته، في حين أنه لم يكن هناك حدث جلجل يسلتزم الإقالة بالشكل الذي تمت به، وهو الأمر الذي دفع قناة "فوكس الإخبارية"، وهي إحدى الأذرع الإعلامية للرئيس الأمريكي لانتقاده، حيث نشر قناة فوكس الخبر على موقعها بعنوان: "ترامب يعلن إقالة تليرسون من وزارة الخارجية بتغريدة غير دبلوماسية".


هناك مجموعة دلالات للطريقة التي تمت بها إقالة وزير الخارجية وللطريقة التي تمت بها تعيين خليفته، ودلالات أخرى تخص الشرق الأوسط:

بدأية دعونا نقرأ اللغة التي كتب بها ترامب تغريدته: "مايك بومبيو"، مدير الـ "سي أي إيه" سيصبح وزير خارجيتنا.. هو سيؤدي عملًا رائعًا.. شكرا لـ"ركس" لخدماته. جينا هاسبل ستصبح المدير الجديد للـ"سي أي أيه"، أول أمراة تشغل هذا المنصب، تهانينا للجميع".

عندما تقرأ اللغة التي كتب بها دونالد ترامب التغريدة تشعر بأنك بصدد تغريدة من رئيس شركة، غضب من مديره فقرر أن يعزله برسالة شفوية يقول فيها، لم يكن خفيا على الكثيرين الخلاف بين ترامب ووزير خارجيته، لكن المعضلة التي تواجه السياسة الأمريكية هو أن ترامب يحول الخلاف السياسي إلى خلاف شخصي.

فوزير الخارجية يؤدي عملا محددا لذلك فاختلافه مع ترامب حول ملف إيران يجب ألا يكون سببا في إقالته بطريقة مهينة.. فترامب يريد أن ينسحب من الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة والدول الأوروبية الخمس، في حين كان ركس تليرسون يرى أن الانسحاب من الاتفاق ليس جيدا للولايات المتحدة لما قد يسببه ذلك من عودة لبرنامج إيران النووي.

كما أن إقالة ترامب لوزير خارجية يرغب في أن تحترم الولايات المتحدة التزاماتها، وليس بسبب أخطاء في ملفات تولاها أو أزمات دبلوماسية تسبب فيها يعني أن هناك خللا واضحا في الطريقة التي يدير بها ترامب شركته أقصد دولته.

كما أن المصادر تقول ترامب إختار "مايك بومبيو" بسبب قرب الأخير منه في السبعة شهور الأخيرة، حيث قالت الـ "سي إن إن" إن ترامب كان معجبا بأن "مايك بومبيو" كان يبلغه بالمعلومات بشكل شخصي ودائم.. قد يبدو السؤال هنا: وما الغريب في ذلك؟ الغريب أن اختيار وزير خارجية الولايات المتحدة يخضع لمفاضلة بين شخصيات عدة يقرر بعدها الرئيس اختيار الأفضل، غير أن ترامب اختار من "أعجبه" وليس بالضرورة من هو أصلح للمنصب.

صحيح أن "مايك بومبيو" هو من قدم اقتراحا بحظر جماعة الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية لكنه معروف أيضا في وسائل الإعلام الأمريكية بأنه "محارب الإسلام"، حيث اتهم "مايك بومبيو" المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب التفجير الإرهابي الذي حدث أثناء ماراثون بوسطن في عام 2013 بأنها لا تشجب ولا تندد بالإرهاب.

"مايك بومبيو" معروف برأيه المتشدد تجاه كوريا الشمالية وروسيا، وهو لذلك يقف على الخط نفسه الذي يعجب ترامب.. تعيين "مايك بومبيو" كوزير للخارجية الأمريكية قد يلقى ترحيبا من بعض الدول العربية بسبب موقفه المتشدد تجاه إيران، لكن الخوف كل الخوف من أن يكون تعيينه هو بمثابة إعلان حرب.. ورغم أن هناك الكثير من محبي الحروب، فإن الحرب القادمة في الشرق الأوسط قد تغير من شكل الشرق الأوسط وتعيد الكثير من الأوجه المشابهة لتنظيم الدولة الإسلامية.
الجريدة الرسمية