رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«فيدباك» تخرج إلى النور بعد حصولها على جائزة الطيب صالح 2017

فيتو

صدر مؤخرا عن دار بتانة للنشر والتوزيع الرواية الأولى للشاعرة سناء عبد العزيز، "فيدباك" الحائزة على المركز الأول لجائزة الطيب صالح العالمية الدورة السابعة 2017.


وتخوض الراوية رحلة بحث عن مفهوم الإنسان الكامل؛ من خلال وضع جميع الشخصيات تحت مجهر التقييم، حيث هناك رغبة فطرية لدى الإنسان في الجلوس على مقعد الاعتراف؛ هكذا تتناوب عليه الشخوص، تبوح بكلمات سريعة ثم تتنحى عن المشهد تاركة موقعها لمعترف جديد عبر الفصول القصيرة نسبيًّا للرواية، والتي غلب عليها التداعي دون تمهيد إذا لم ينتبه القارئ لذلك، وقد ساعد اختيار هذا الشكل للفصل القصير في تكثيف الدفقة الشعورية للشخصيات لتتلاءم مع الحالة الاعترافية المهيمنة، فلا مكان للمونولوج الطويل؛ الاعتراف لا بدّ وأن يكون مختصرًا إلى أقصى حد، لأنه من الصعوبة على الإنسان التطويل في مساحة تعرية ذاته، لذا تتعرى معظم الشخصيات على عجل؛ وهو ما يتماشي مع هيمنة الأدوار الأنثوية في الرواية، ومدى الثقل الذي يمثله العُري للمرأة.

من أجواء الرواية:
(ليلة أمس جاءني حلم، كان حلمًا كابوسيًا كالعادة، بداية من المكان؛ سطح منزل من تلك السطوح التي تبعث على الإكتئاب، أرقد على السطح الأسمنتي بخشونته وينحني فوقي طبيب، بيده مشرط يخطط ذراعيَّ بقلم أحمر ثم يمر على الخط بمشرطه دون أن ترتعش يداه، أفتح عينين مثقلتين من لسعة الجرح لأنبه الطبيب أني لا زلت في كامل وعي أحس بسريان مشرطه البطئ في طبقة جلدي، ينتابه الذعر لوهله، ويعاود عملية الشق، ينفض جسدي في الهواء فيبدو في مشهد الحلم كما لو كان ثيابًا فارغة، وتنبجس في موضع الكُمين نقطة أو نقطتين من الدماء، يحدث شئ قدري، تبدأ بجلبة من زاوية ما، وأرى الطبيب يتركني ويفر في اتجاهها دون أن يسد الجرح، أقف بجوار حائط وكل حواسي تتذوق الجرح بألمٍ غير محتمل، أنظر حولي بيأس بحثًا عن مساعدة بينما يدهشني أن تلك المسافة التي قطعها الطبيب في ذراعيَّ لا ينبجس منها الدماء وكأنها لازالت تحت صعق لحظة القطع!).

يُذكر أن سناء عبد العزيز شاعرة ومترجمة، وتُعتبر "فيدباك" أولى محاولاتها الروائية، وتشغل حاليا مدير تحرير مجلة عالم الكتاب.
Advertisements
الجريدة الرسمية