رئيس التحرير
عصام كامل

شهادة «أمان» بالبنوك


"كنت أتقاضى راتبا شهريا يزيد على الثمانية آلاف بعد خدمة في الوظيفة لأكثر من خمسة وثلاثين عاما، والآن وقد أحلت إلى المعاش أصبح معاشي ألفا وأربعمائة جنيه"، لم يكتف بهذه العبارة المؤلمة بل أضاف: "علاجي الشهري يزيد على ألف جنيه، وحاجاتى الأخري لاستكمال الحياة في المتوسط قد تحتاج لما هو أكثر من الآلاف الثلاثة.. كهرباء ومياه وغاز وأزمات متتالية يعيشها من هم في سني فماذا أفعل؟"


هذا هو لسان حال كل مصري تفاجئه السنوات بعد كفاح، وبعد أن قضى عمره في العمل المتواصل.. يصل أخيرا إلى محطة الذلة والمسكنة والحاجة والعوز والمرض، ولا يغفر له انضباطه، وأداؤه واجبه نحو الحياة.. يجد نفسه محاصرا بالفراغ والفقر والمرض، تلك الحالة التي كان يعانيها عمال الأجرة أو اليومية أو العمالة الموسمية التي فتح الله عليها فتحا مبينا، عندما تناولها الرئيس، وطلب أن نجد لها حلا.

اليوم يستطيع عامل اليومية أن يتوجه إلى أحد فروع البنوك ليشترك ببضعة جنيهات تنقله من خانة الخوف إلى الأمان.. شهادة "أمان" الآن في البنوك، وبها ننقل ملايين البشر إلى منطقة إنسانية مغايرة، لكل ما عاشه السابقون الذين راحوا ضحايا الإهمال والجبروت والظلم الإنساني.

بعد شهادة "أمان" لا بد وأن نفكر جيدا في إعادة صياغة المعاشات لإصلاح ما أفسده الدهر، ونعيد لمن قضوا حياتهم في العمل الأمل في حياة كريمة تليق بهم وبتاريخهم وعملهم.
الجريدة الرسمية