رئيس التحرير
عصام كامل

سرقات إخوانية


في بداية عام 2000 كان هناك مجموعة من الشباب الإخواني من خريجي دار العلوم أرادوا أن يؤسسوا مركزًا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وكان يرأس هؤلاء الشباب مدرس إخواني اسمه "عبد العزيز شديد" يعمل مدرسًا في مدرسة إخوانية هي مدرسة الرضوان بمدينة نصر، ومعه شاب آخر أصله من الفيوم وشهرته عادل الفيومي ويعمل مدرس لغة عربية في مدرسة إخوانية أخرى هي مدرسة المقطم الدولية للغات لصاحبها القيادي الإخواني عدلي قزاز وابنه خالد قزاز، وكان هذا الشاب يعمل في ذات الوقت في جمع التبرعات تابعًا في ذلك لأحد أنشطة الجماعة..


وكان معظم ما يقوم بتحصيله من تبرعات يأخذه من جمعية نسائية دينية اسمها "القبيسيات"، بالإضافة إلى عدة جمعيات أخرى، وحدث عام 2000 انتفاضة فلسطينية شهيرة هي انتفاضة الأقصى، فطلبت الجماعة من أفرادها العاملين في جمع التبرعات أن ينشطوا لجمع التبرعات لفلسطين من الأفراد والجمعيات والشركات والشيوخ، وإذا بهذا الشاب الفيومي يحصل من جمعية القبيسيات وحدها على آلاف الجنيهات، فضلا عن تبرعات عينية من الذهب والمجوهرات، وظل يجمع من أفراد وشخصيات وجمعيات مختلفة حتى وصل ما جمعه إلى أكثر من عشرة ملايين جنيه..

ثم إذا به بعد ذلك بدلا من أن يقوم بتوريد هذه التبرعات للجماعة ويأخذ منها نصيبه، إذا به يختفي وينقطع خبره عن الجميع، وحينما علم المسئولون عن جمعية القبيسيات خبر اختفاء هذا الشاب بالمال الذي حصله منهم وأنه لم يقم بتوريده للجماعة حتى أثاروا مشكلة كبيرة عند قيادات الإخوان، وبعدها ذهب بعض القيادات إلى القرية التي ينتمي لها هذا الشاب في الفيوم، وكانت المفاجأة أنه اشترى لأهله عدة أفدنة زراعية، ولكنه كان قد فر هاربا خارج مصر، فاضطرت الجماعة للاستيلاء على مركز اللغة العربية الذي يمتلكه الإخواني عبد العزيز شديد ليستردوا جزءًا من المال..

ولا أعرف أين هو عبد العزيز شديد الآن، وكذلك الأخ الفيومي، ولكن الذي أعرفه وقتها أن الإخوان جمعوا للانتفاضة أكثر من مليار جنيه ذهبت جميعها إلى الاستثمارات التي كان يديرها يوسف ندا خارج مصر.
الجريدة الرسمية