رئيس التحرير
عصام كامل

«ولادة قيصرية» للتغذية المدرسية


التغذية السليمة هي أساس نمو أي طفل، لذا فإن الإصابة بسوء التغذية مرض منتشر بين تلاميذ المدارس الابتدائية الحكومية؛ لأن أغلب التلاميذ من أسر فقيرة، فوفق الإحصائيات، فهناك نحو 11% من وفيات الأطفال في مصر بسبب سوء التغذية و33% من الأطفال في سن (6-18 عامًا) في مصر يعانون من التقزم؛ بسبب سوء التغذية أيضا، الأمر الذي يؤثر فى نسبة الاستيعاب، وبالتالي يسبب زيادة في الرسوب بين الطلاب، فمعدل الرسوب في المدارس الحكومية في المرحلة الابتدائية بلغ 6% بسبب سوء التغذية.


في شهر مارس من العام الماضي قررت وزارة التربية والتعليم وقف توزيع جميع الوجبات المدرسية في مختلف أنحاء الجمهورية بعد تعرض عدد واسع من التلاميذ لحالات تسمم في عدة محافظات، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لا تزال هيئة سلامة الغذاء، تتولى عمليات المراجعة والفحص الفني لمنتجات المصانع التي تعاقدت مع الوزارة لتوريد الوجبات المدرسية، ومنذ أسابيع أعلنت أنها انتهت من هذه المهمة، فضلا عن أنها وفرت موردين للمحافظات التي ليس بها موردين وتأكدت من سلامة المصانع المتقدمة لتوريد التغذية هذا العام.

فمنذ مارس الماضى وحتى الآن نجد وعودًا من الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، على سرعة عودة التغذية المدرسية للمدارس بعد التأكد من سلامتها، ورغم تصريحات وزير التعليم المتتالية في هذا الشأن والتي بدأها بإعلانه أنه ليس مسئول تغذية مدرسية، منتهيًا بتصريحه الأخير منذ أسبوعين: "إننا جاهزون من بكرة نوزع التغذية وفى انتظار قرار الرئيس"، الأمر الذي يجعلنى أتساءل لو كل الإجراءات سليمة وكل مسئول قام بواجبه على أكمل وجه وكانت هناك طمأنينة كاملة لدى الرئيس لكان وافق على الفور بتوزيع الوجبة المدرسية، ولكنى أرى تأخر توزيعها فربما يكون هناك عدم سلامة في الإجراءات، الأمر الذي يحتاج إعادة نظر من المسئولين مرة أخرى.

فالعام الماضى انتهى دون عودة التغذية المدرسية للمدارس، وانتظر أولياء الأمور والطلاب أن التغذية ستكون من بداية العام الدراسى الجديد وفق تصريحات الدكتور الوزير، فقد حل العام الدراسى الجديد وانتهى الفصل الدراسى الأول وقارب الفصل الدراسى الثانى على الانتهاء ولا نجد إلا نفس التصريح.. رغم تصريح وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة الزراعة وهيئة سلامة الغذاء وبنك الطعام وغيرهم مشاركين في المسئولية عن انتهاء الإجراءات بشكل رسمى وانتهاء دورهم في مشكلة تقديم الوجبات للمدارس ولا يوجد أي تقصير منهم، على حد قولهم.

وأخيرًا يبدو على التغذية المدرسية أنها تحتاج إلى ولادة قيصرية لكى تخرج وتسلم للطلاب.. ولكن في هذه الحالة أيضا فلابد أن نأخذ في الاعتبار عند تقديم الوجبة المدرسية للطلاب أن تناسب عدد أيام تقديمها مع الميزانية المخصصة لها، حيث إن هناك علاقة بين عدد الأيام والميزانية المخصصة للتغذية، فكلما زادت الميزانية زاد معها عدد الأيام وعدد الطلاب المستفيدين والعكس.
وللحديث بقية
Tarek_yas64@yahoo.com
الجريدة الرسمية