رئيس التحرير
عصام كامل

فكري أباظة يكتب: متاعب الشهرة

فيتو

في مجلة الجديد عام 1973 كتب فكري أباظة عن ذكرياته السياسية مقالا قال فيه:

"حملت على الزعيم سعد زغلول في أوج عظمته عام 1926 وكنت خصمًا له، وكان السبب أنني خطبت في سرادق كبير إقامة الحزب الوطنى عام 1926 في ذكرى الزعيم المرحوم محمد فريد، وحملت حملة شعواء على سياسة سعد زغلول وعلى مجلس النواب الذي كنت وقتها عضوًا فيه وفى الوقت الذي كان فيه سعد زغلول رئيسًا للمجلس".


وتابع: "وفى اليوم التالي ذهبت إلى مجلس النواب وأخذت مقعدي فيه فأحسست أن زملائي الوافدين الذين يجلسون بجواري يستقبلوني استقبالا سيئًا، والأدهى من ذلك أن قام أحدهم وطلب الكلمة من سعد زغلول وإذا به يحمل عليَّ حملة عنيفة، قائلا: إن النائب فكري أباظة قد استباح لنفسه أن يطعن المجلس النيابي بخنجر في الظهر، وأن يطعن على سياسة الزعيم الكبير سعد زغلول بالذات، وأنا أطلب أن يصدر قرار بفصله".

وأضاف "أباظة": "هنا ثار الرئيس سعد زغلول ثورة عنيفة وقال له: إذا كان فكرى أباظة قد خطب في غير هذه القاعة فاخطب أنت ورد عليه كما تشاء في غير هذه القاعة.. أما أنا فلن أسمح بأن تثير هذا الموضوع في المجلس وفى هذه الجلسة.. شعرت أن فكري أباظة بخجل شديد ورجوت المرحومين علي الشمسي باشا ومكرم عبيد باشا أن يأخذاني إلى غرفة سعد زغلول في الاستراحة لأعتذر إليه، وقد سمح بذلك".

واستطرد في مقاله: "بادرنى بقوله أنت مجنون، فقلت له: يادولة الباشا أردت أن أشتهر وأنا شاب فقمت أنطح الجبل الذي لا يتزحزح ولا يتزعزع.. وهو سعد زغلول وأحاول أن أشتهر على أكتافه.. ضحك سعد باشا وقال رحمه الله وقد ضحك ضحكة عالية: والله أضحكتنى ياشيطان".

واختتم مقاله قائلا: "رثيت سعد زغلول بعد وفاته من قلبى ووجدانى نظرًا لشدة حزني عليه".
الجريدة الرسمية