رئيس التحرير
عصام كامل

فيها حاجة حلوة.. المشروع القومي للطرق


حينما يتولى رئيس الجمهورية مهام منصبه يُقسم بأن يحافظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه، والطريق هو الذي يضمن تحقيق هذه العبارة، ولذلك في الحروب دائمًا ما تكون الطرق والكباري هي المستهدفة من الأعداء لكي تتفتت وحدة الوطن وسلامة أراضيه. 


الطريق أيضًا هو أولى خطوات التنمية، وقديمًا قالوا إذا أردت أن تبني مدينة فأنشئ طريقًا، ولو أننا نمتلك مناجم ذهب في الصحراء وأجمل شواطئ على البحار فهي لا تساوي شيئًا بدون وجود طريق يصلنا بها، من هنا تأتي أهمية إنشاء الطرق سواء في الحفاظ على وحدة الوطن أو فتح شرايين للتنمية.

الرئيس السيسي أدرك هذه الحقيقة، ولذلك أولى اهتمامًا كبيرًا بالطرق، وفي عهده أصبح الطريق مشروعًا قوميًا وتضمن برنامجه الانتخابي إنشاء 8 آلاف كيلو طرق جديدة، ولأنني كنت شاهدًا على بداية المشروع القومي للطرق، فهناك حقائق مهمة يجب أن يعلمها القارئ وهي أن كل الطرق الجديدة تتوافر فيها المعايير والمواصفات الدولية من حيث الجودة والتصميمات الهندسية، وكذلك مواجهة كل الظروف المناخية مثل الأمطار والسيول والحرارة وغيرها، ونسبة الفساد فيها تكاد تكون صفرًا؛ لأن هناك لجنة من الرقابة الإدارية والهيئة الهندسية تتابع وتراجع وتتسلم.

كل الطرق الجديدة لها أهداف استراتيجية إما لأغراض التنمية أو تسهيل حركة السفر والسياحة وأيضًا إنهاء الاختناقات المرورية، فلم يعد هناك مجاملة في إنشاء الطرق كما كان يحدث في السابق، حيث كانت تُنشأ لخدمة بعض الأشخاص، فالهيئات التنموية في مصر (الزراعية والعمرانية والسياحية والصناعية) تضع احتياجاتها من الطرق طبقًا لخطة التنمية.

من يستخدم الطرق الحديثة حاليًا في مصر يشعر أنه في أوروبا وأمريكا ويستمتع بالسفر عليها، وسوف تستمر بجودتها لأن الصيانة أصبحت واقعًا، بعد أن كانت مفهومًا غائبًا في حياتنا، فكل طريق جديد عليه بوابة رسوم الهدف منها ليس جمع الأموال، كما يتخيل البعض ولكن تحصيل مبالغ للإنفاق منها على صيانته.

طرق المشروع القومي أحدثت طفرة في حركة التشييد والبناء وساهمت في فتح فرص عمل لشركات المقاولات والمواطنين، وبعضها شهد ملاحم وطنية كبيرة مثل طريق جبل الجلالة الذي شق الجبال وكل ذلك بأموال وشركات وأيدٍ مصرية خالصة.

الطرق التابعة للمشروع منتشرة في كل محافظات الجمهورية وخاصة في الصعيد، وهذا أيضًا يحسب للرئيس السيسي بعد أن كان الجنوب مهملا، وبجانب الطرق هناك طفرة كبيرة في إنشاء الكباري والأنفاق حتى تكون منظومة متكاملة تسهم في خطة التنمية التي تنشدها مصر.

أتمنى من الحكومة أن تعطي أيضًا أقصى أولوية لصيانة ورفع كفاءة الطرق القديمة وهي نحو 100 ألف كيلو، أُهملت على مدى عشرات السنوات، ولم تمتد إليها يد التطوير والصيانة، وهي ثروة ضخمة لا تقدر بمئات المليارات، ولن تستطيع الدولة تعويضها أو إنشاء بدائل لها، كما أنها تخدم ملايين المواطنين، وللأسف هي الأكثر حوادث والتي تتسبب في قتل وإصابة آلاف المواطنين واستهلاك الوقود والسيارات وإهدار الوقت وضعف الإنتاج.

ختامًا المشروع القومي للطرق هو من الإنجازات التي تحققت خلال عهد الرئيس السيسي ولها مردود إيجابي على حياة المواطنين، فالتحية لكل من شارك في إنشائها من رجال الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة ووزارتي النقل والإسكان، وتحيا مصر.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية