رئيس التحرير
عصام كامل

كسوة السيدة نفيسة.. أميرة قلوب المصريين المتوجة باللؤلؤ (فيديو)

فيتو

أكثر من 50 شخصا ما بين رجال ونساء وشيوخ وشباب، أتوا من تونس الخضراء إلى أرض مصر.. يحملون الورود والعطور وكسوة جديدة من حرير خالص مرصع بالزمرد والروبي واللؤلؤ لضريح السيدة نفيسة، والتي تكلفت 5 ملايين جنيه وتحتوي على تاج مرصع بالأحجار الكريمة والنفيسة.


تطير أرواحهم فرحا بقدومهم إلى مسجدها في منطقة الخليفة بمدينة القاهرة يرددون الأناشيد والابتهالات لحبيبة أرواحهم.. السيدة نفيسة بنت سيدنا حسن الأنور بن زيد الأبلج بن سيدنا الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد انتظار لتلك اللحظة من 7 سنوات.

"فيتو" انفردت بتسجيل تلك اللحظات خارج وداخل ضريح كريمة الدارين السيدة نفيسة.

وجوههم ملائكية.. يلبسون زيًّا موحدًا عبارة عن جلباب أبيض وطاقية بيضاء.. صغيرا كان أم كبيرا، رجلا أم امرأة.. رؤيتهم في ساحة مسجد السيدة نفيسة بهذا الشكل من جانب المصريين دفع البعض بشكل تلقائي ليردد قائلا: "دول ملايكة"، وذهب آخر ليقول: "دول أهل الجنة".

7 سنوات من الانتظار ما بين اليأس والأمل.. أخيرا جاءت تلك اللحظة فقد وافقت وزارة الأوقاف على تركيب كسوة الضريح من جانب الوفد التونسي.


"جينا من بلاد بعيدة.. قاصدين ندق بابك.. 7 سنين في غربة.. واليوم إحنا في رحابك".


لم تكن الظروف مهيأة بعد لدخول الوفد التونسي لضريح السيدة نفيسة من أجل تركيب الكسوة الجديدة، فالمسجد ممتلئ عن آخره بعموم المصريين المحتاجين المتعبين الذين يأتون في 25 من فبراير كل عام وما قبل ذلك لتحضير الاستعدادات اللازمة لمولد "نفيسة العلوم".


وعلى بعد أمتار قليلة كانت الطريقة البيومية في انتظار الوفد التونسي، حضر الجميع إلى الخيمة ودخلوا في حلقات من الذكر والإنشاد جلجلت خلالها الأصوات منطقة السيدة نفيسة مرددين:

أهلا بكم سادتي.. أهلا بأحبتي.. حبكم شرعتي.. عليه عاهدت الله.. بذا الشيخ أوصانا.. على حذا أربانا.. وما زال يرعانا.. عليه رضوان الله. 



الكاتب والمفكر الإسلامي رمضان البيه، عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة كان على موعد ولقاء بالأحبة داخل خيمة الطريقة البيومية أكد خلال كلمة رائعة عن حب وعشق المصريين لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، قائلا: نحن الآن في رحاب السيدة نفيسة الكريمة.. "أم العواجز" لها مكانتها ومنزلتها الخاصة التي لا يعلمها إلا الله، وللسيدة كرامات لا أول لها ولا آخر، لأن بركات الله وتجليات الله على أهل ولايته وخاصة أهل بيت حبيبه ومحبوبه صلى الله عليه وسلم دائمة.. ليس في الدنيا بل في الدنيا والآخرة، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: آل بيتي كسفينة نوح في أمتي من تعلق بها فقد نجى ومن تخلف عنها فقد هلك".


مر الوقت سريعا داخل الحضرة.. رن هاتف أحدهم فجأة.. المسجد والضريح ينتظرون المريدين والمحبين.. خرج الجميع مشبِّكين الأيادي فرحين مستبشرين بلقاء "أم الكرمات".


وفي طريق العودة إلى مسجد السيدة نفيسة، أثار مشهد الابتهال للطريقة الشاذلية التونسية وهي تحمل كسوة ضريح "ستنا نفيسة" إعجاب المصريين في الشوارع المحيطة، فانضم إليها الناس من كل حدب وصوب لترديد الأناشيد أو "للفرجة".. ازدحم الطريق لكثرة المريدين.. توقفت حركة السيارات من شدة الزحام.. خرج الناس من نوافذ السيارات موجهين الكاميرات على المسيرة لتصويرها.


دخلت الطريقة إلى المسجد، وقع الاختيار على الشيخة أم حبيب والدكتور الطيب والكاتب رمضان البيه، للقاء الشيخ خالد خضر، وكيل الأوقاف بمحافظة القاهرة ممثلا للوزارة والدكتور على الله شحاتة الجمال، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب.. بادر الوفد التونسي بإخراج تاج السيدة نفيسة المرصع باللؤلؤ والزمرد والروبي فقبلة الجميع.. ورد عليهم وكيل الأوقاف مسرعا بسبحة نفيسة الدارين فقابلها الجميع باحترام وإجلال كبير.



أسرع عمال المسجد بفتح ضريح السيدة نفيسة، دخلت الشيخة "أم حبيب" ومعها باقي الوفد من الرجال والنساء والشباب.. ساعات متواصلة من العمل الجاد بين تنظيف وصيانة وإعادة فرش وتطهير بالعطور والورود التي جاءت من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى حفيدته السيدة نفيسة ليتحول الضريح إلى عرس من كثرة الورود وروائح العطور الزكية التي تشرح الفؤاد، والابتهالات التي تطرب الآذان، والألوان التي تريح العين.


"أكثر من شهر يا جناح الرحمة وأنا انتظر لحظة وضع التاج، هل أنا في حلم؟.. لا أريد أن استيقظ من هذا الحلم الجميل".


هذا مقام السيدة نفيسة بنت سيدنا حسن الأنور بن زيد الأبلج بن سيدنا الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عاشت السيدة نفيسة في مصر نحو 7 سنوات، حتى مرضت وماتت عام 208 هجريا ليودعها المصريون بقلوبهم.


ختمت الشيخة "أم حبيب" شريفة الوفد التونسي، بقولها: إن تركيب الكسوة من فضل وكرم ستنا السيدة نفيسة، وقريبا بإذن الله سنكون في السيدة زينب واشترينا كل الأحجار الكريمة وعندما أسافر لـفرنسا نشتري باقي الأحجار ونبدأ في الشغل.


الجريدة الرسمية