رئيس التحرير
عصام كامل

شيلدون أديلسون.. حكاية رجل يجلس في عقل ترامب (بروفيل)

فيتو

رجل إسرائيل القوى في البيت الأبيض، يصنع قرارات إدارة الرئيس دونالد ترامب، ماكينة تحريك سياسي ضد الشرق الأوسط، يمتلك ثروة طائلة تمكنه من تنفيذ ما يرغب ويريد.. الصفات السابقة منفردة تتجمع في شخص واحد أو بالأحرى ملياردير يهودي يعد رجل إسرائيل للسيطرة على صناعة القرارات الأمريكية.

شيلدون أديلسون
هو الملياردير شيلدون أديلسون (84 عاما)، الذي يحظى بصداقات وثيقة في دوائر صنع القرار الأمريكية، حتى أن البعض يراه سببا في اعتبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر / كانون الأول الماضي، مدينة القدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة باحتلال القدس الفلسطينية منذ عام 1967.

يعرف أديلسون في الولايات المتحدة باعتباره الداعم الاقتصادي الأكبر للحزب الجمهوري ومساهمته الفاعلة في حملات جورج بوش الابن الرئاسية (2001 ـ 2009)، وكان أديلسون ضيفا دائما في البيت الأبيض في عهد بوش.

المؤثر في البيت الأبيض
صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، وصفت في 17 مارس 2016 أديلسون بأنه "من أبرز المؤثرين في سياسات الحزب الجمهوري الأمريكي".

وأضافت أنه في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري عام 2012 لاختيار مرشح للرئاسة، أنفق أكثر من 90 مليون دولار على نيوت غينغريتش، ثم ميت رومني.

40 مليار دولار
وتصنف مجلة "فوربس" الأمريكية أديلسون بأنه ضمن أغنى أغنياء العالم، بثروة قدرتها بـ 40 مليار دولار.

ثروة أديلسون جعلته صديقا مقربا من عدد من كبار السياسيين في الولايات المتحدة وخارجها.

حملة نتنياهو
وفي عام 1996، كان أحد المساهمين الرئيسيين في حملة بنيامين نتنياهو التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، حيث يعتبرهما البعض صديقين مقربين.

وأديلسون من مواليد 4 أغسطس 1933 في بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية، ويدير سلسلة من أكبر كازينوهات القمار في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا الأمريكية.

ويملك أيضا الجريدة الإسرائيلية اليومية "إسرائيل هايوم"، التي تدعم بشكل واضح سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وأسس شيلدون مع زوجته جمعية "أديلسون فاونديشن"، وهي تركز بشكل كبير على دعم قضايا تتعلق بإسرائيل واليهود عامة، حيث تعتبر أكبر مؤسسة خيرية داعمة لإسرائيل.

مساند ترامب
وعندما كانت الرؤية غير واضحة لدى يهود إسرائيل والولايات المتحدة بشأن سياسات ترامب تجاه القضية الفلسطينية، حين أعلن ترشحه للرئاسة في 2016، سئل أديلسون عما إذا كان سيدعم ترامب، فرد: "لم لا؟".

وقال آنذاك إن "ترامب رجل أعمال وأنا رجل أعمال، وهو يوظف العديد من الأشخاص".

نار وغضب
وبعد لقاء جمعهما لاحقا، أثنى أديلسون على "روعة" ترامب، وكانا قد تطرقا في ذلك الوقت إلى قضايا بينها السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل.

ويوثق كتاب "نار وغضب" لمؤلفه الأمريكي مايكل وولف، حقيقة أن تهويد القدس كان أول هدف على قائمة ترامب منذ ما قبل انتخابه، وخلال الفترة الانتقالية بينه وبين سلفه باراك أوباما (2009 ـ 2017).

وقدم وولف أدلة على ذلك، حين قال إن ستيف بانون (شغل سابقا منصب كبير مستشاري ترامب للشئون الإستراتيجية) كشف عن نية ترامب خلال فترة الانتقال السياسي، نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

نقل السفارة
وقال بانون خلال حفل عشاء حينها، بحسب الكتاب، إنه "منذ اليوم الأول سنعمل على نقل السفارة إلى القدس، نتنياهو منخرط وكذلك شيلدون".

وبعد شهر واحد فقط من رئاسة ترامب التي بدأت في 20 يناير 2017، قال أديلسون: "من المحتمل أن يكون ترامب الرئيس الأفضل بالنسبة إلى إسرائيل".

وأواخر ديسمبر الماضي، نشر موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي تقريرا قال فيه، إن "قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يعكس النفوذ الكبير الذي يتمتع به كبار المسؤولين في الدائرة الداخلية الضيقة المحيطة به، وفي مقدمتهم نائب الرئيس مايك بنس، والملياردير اليهودي شيلدون أديلسون، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان".

ويبدو أن أديلسون يتمتع بنفوذ قوي للغاية داخل البيت الأبيض، لدرجة جعلت ترامب يتحمل ما أثاره قراره بشأن القدس من غضب في العالمين العربي والإسلامي، وانتقادات في العديد من العواصم الغربية.

وفي إسرائيل، يعد أديلسون ضيفا مرحبا به، إلى درجة أن تقارير صحفية قالت إن مقر الكنيست الإسرائيلي استضاف زفاف أديلسون وزوجته الثانية مريم عام 1991، ليتحول البرلمان من أجله إلى قاعة أفراح.

وقبل أيام، اتهم صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في حوار مع قناة "الجزيرة" القطرية، نيكي هيلي سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، بأنها "تأخذ تعليماتها وأقوالها من شيلدون أديلسون، أكثر صهيوني يميني ممول لهيلي وترامب".

الجريدة الرسمية