رئيس التحرير
عصام كامل

عفرين تحترق!


أخبار بالفيديو تنقل ما يثبت استخدام تركيا غاز السارين السام ضد الأكراد في عفرين السورية، وأنباء مؤكدة عن تجاوز عدد القتلى حاجز الألف وأن الخراب والدمار في كل مكان في المدينة، فضلا عن الوحشية في العدوان التركي الذي بلغ حد التمثيل بالجثث والذبح العلني!!


الإخوان يؤيدون الجيش التركي والجزيرة تصف العملية بـ"غصن الزيتون" والجيش الحر يتقدم بالأمر المباشر أمام الجيش التركي، ومع ذلك لا هستيريا إعلامية ضد تركيا ولا صراخ في كل مكان لإنقاذ عفرين، ولا بكاء ودموع على شبكات التواصل الاجتماعي أسوة بما جرى قبل عام ونصف العام تحت عنوان "حلب تحترق" وذلك في محاولة إخوانية تركية قطرية لمنع الجيش العربي السوري من دخول حلب وتحريرها، وكان لا بد من ثلاثي الشر الضغط إعلاميا لتحريك الرأي العام العالمي والعربي ضد الجيش السوري وضمان سلامة الإرهابيين!

ما يحدث يؤكد مدى غلبة إعلام الشر في منطقتنا وأنه قادر على تحريك الرأي العام في أي قضية حتى لو كانت ظالمة وأكاذيب لا أول لها ولا آخر أو العكس بتوجيه الإعلام في اتجاه آخر في قضايا تستحق التوقف والمتابعة!

ورغم أننا نرى أن الحرب في عفرين مفيدة لسوريا ووحدتها وبقائها عربية، حيث توقف الطموح الكردي وتُصحح خطأ تسليح الأكراد وانتصار تركيا على الأكراد يقلل جدا من خطر قيام دولة كردية، ورحيل الأتراك من سوريا أسهل فيما بعد من منع قيام دولة كردية إن انتصر الأكراد على الأتراك.. كما أنها تفضح أردوغان وتستنزفه، لكن هذا شيء آخر.. ومتابعة مدى الفشل الإعلامي المعادي لتركيا في فضح أردوغان أمام العالم إلى حد ارتكاب جرائم حرب واستجبنا قليلا بقدرة الإعلام التركي للفت انتباه العالم بعيدا إلى البحر المتوسط!

صياغة رؤية إعلامية ضد تركيا ضرورة كبرى.. حتى لو كانت وصلته أصوات طائراتنا وبَوارجنا ودلالاتها في العملية "سيناء 2018"!
الجريدة الرسمية