رئيس التحرير
عصام كامل

صباح الخير «سيادتك أفندم»!


صباح الخير معاك إسلام حامد من موقع..... يا فندم..
مش معايا برضه الأستاذ...... رئيس الحي.
رئيس الحي: معاك أهلا وسهلا تفضل.
أنا: كنت عايز أتكلم مع حضرتك عن مشكلة السوق اللي بيتعمل في منطقة... وبيسبب الكثير من الأذى للمواطنين، خصوصا بعد رصف الشوارع الرئيسية في المنطقة، وبالتالي البائعون بيدقوا أسياخ حديدية في أرضية الشارع مما يذهب بجهود سيادتكم في الرصف والتجميل أدراج الرياح.


رئيس الحي: والله إحنا فكرنا فعلا ننقلهم لشارع... بس للأسف الشارع هناك مرصوف وبعيد عن الأهالي، وإحنا عايزين نسهل على الأهالي التعامل مع البائعين، قل لي انت البائعين يروحوا فين؟

أنا: ممكن حتى الأرض الفاضية اللي جنب....
رئيس الحي: أصحابها رفضوا إيجارها لينا، لو عندك أي مكان تعرفه ممكن يأجر أو أي اقتراح قوله لي.
أنا: لا أعلم صراحة.

رئيس الحي: "ولا أنا عارف وميزانيتي محدودة وكل اللي أقدر عليه أني أنزل ناس تنبه عليهم وهما بيفرشوا البضاعة مايبوظوش الشارع، ده كل اللي هقدر أعمله دلوقتي، لكن ممكن تتواصل مع النائب.. هو عنده حتة أرض كبيرة وممكن يؤجرها للبائعين ومنها يستفيد بإيجار ضخم في اليوم ده ونبقى حلينا المشكلة".
أنا : شكرا يا فندم.

بعدها مكالمة أخرى مع نائب المنطقة

صباح الخير معاك إسلام حامد من موقع... يا فندم.
مش معايا برضه سيادة النائب.....
النائب: أهلا بيك تفضل أؤمر.

أنا: كنت عايز أتكلم معاك في مشكلة سوق... لأن رئيس الحي لما اتكلمت معاه بخصوص نقل السوق قال لي، إن حضرتك عندك قطعة أرض ممكن تسهم بيها في حل المشكلة بإنك تؤجرها للبائعين.
النائب: طب أنا هكلم رئيس الحي وأرجع لك.
أنا: يا رب خير.
بعد انتظار 3 ساعات.....

النائب: ألو، إزيك يا أستاذ إسلام، أنا كلمت رئيس الحي وبيقول إن انت اللي قلت له على حتة الأرض بتاعتي، ولعلمك هي أرض صغيرة وهبنيها مدرسة بإذن الله.

أنا: !!!!!!!!، أنا ماعرفش أصلا أن عندك حتة أرض، رئيس الحي هو اللي اقترح، وبعدين حضراتكم مسئولين مش مهم مين قال ومين بيرمي التهمة على مين، المهم نحل المشكلة دي.

النائب: أنا عارف أنه هو اللي قال وإن ملكش دعوة، بس صدقني حل الموضوع ده عنده هو، وهو المسئول يوفر الأرض للبائعين، أنا مجرد بساعد في حل المشكلة، يقوم يرميها عليا ويورطك في النص! 
أنا : طب والحل إيه دلوقت.

النائب: أنا بحاول في أكتر من اتجاه والله ومش مقصر بس لازم الناس تساعدني ورئيس الحي يساعدني.
أنا : رئيس الحي قال لي دي كل إمكانياتي.
النائب: خلينا على تليفون وربنا يسهل الأمور.
*****************************

ترى من المسئول عن حل هذه المشكلة؟
تعد الأسواق العشوائية آفة في المناطق السكنية المزدحمة التي تقام بها، وبؤر لتركز أعمال البلطجة وفرض الإتاوات، إشغال طريق، فضلات ومخلفات قمامة، سباب وصياح متكرر، في غياب تام للرقابة.

مؤخرا وقع حريق كبير في إحدى الشقق السكنية الواقعة في أحد الشوارع التي يقام بها أحد تلك الأسواق، وتعذر دخول سيارات الإطفاء إلى مكان الحريق، رغم أن اتساع الشارع يقارب على ثلاثين مترا!

وحاول رجال الإطفاء جاهدين مد الخراطيم إلى موقع الشقة لكن ما إن وصلوا إليها حتى كانت النيران قد قضت عليها تماما، وبعد أن تمكن الأهالي من إخراج سكان الشقة من عمارة مجاورة.

يحمل خبراء الإسكان وتطوير المناطق العشوائية، المحافظين ورؤساء الأحياء المسئولية الكاملة عن الأسواق العشوائية، مطالبين بالتعاون بين المحافظات وصندوق تطوير العشوائيات ووزارة التجارة والصناعة، لإنشاء أسواق حديثة متطورة بديلة للأسواق العشوائية.

ووفقا للإحصائيات الرسمية، يبلغ عدد الأسواق العشوائية في مصر ٣٤٢٥ سوقا، موضحا أن الحكومات السابقة تجاهلت تلك الأسواق لسنوات وعقود طويلة دون مواجهة حقيقية، ولم تنفذ أي خطط لتطوير تلك الأسواق، أو حتى إنشاء أسواق بديلة يمكن الوصول لها بسهولة ويسر، وتتوافر لها عوامل الأمان البيئي والسلامة.

كما أن عدم توفير أسواق للباعة الجائلين يهدر على الدولة سنويا ٦٢ مليار جنيه بحسب تقديرات الخبراء عن العائد من تلك التجارة العشوائية، فضلا عن أن مجلس المحافظين لم يقم بتفعيل قانون الباعة الجائلين رقم ١٠٥ لعام ٢٠١٢، الذي يقضي بعدم بيع أي سلعة إلا بعد الحصول على رخصة من الحي المختص، ومن يخالف ذلك يعاقب بالحبس والغرامة، وهو ما زاد من انتشار الأسواق العشوائية بعد إهدار تطبيق القانون على المخالفين لبنوده.
فهلا تعاملنا بنوع من الصرامة مع جميع أشكال العشوائية التي ربما تؤدي إلى كوارث لا يحمد عقباها.

الجريدة الرسمية