رئيس التحرير
عصام كامل

يحيي حقي يحكي التاريخ في شريط الذكريات

يحيى حقى
يحيى حقى
18 حجم الخط

في برنامج (شريط الذكريات) بالتليفزيون المصرى عام 1985 وفى حلقة عن الأديب يحيى حقى أدارها الشاعر فاروق شوشة، بحضور الشاعر صلاح جاهين، حول أثر ثورة 1919 في تشكيل الشخصية المصرية.


وقال يحيي حقي:
أنا ابن ثورة 1919، فقد عشت ثمانين عامًا لأنى من مواليد 1905 - رحل عام 1992 - وبعد هذا العمر أمر الآن بمرحلة أصدق وصف لها أنها مرحلة التذكر والتأمل لأن العمر امتد طويلا لكني أقول أمتد إلى الوراء وليس إلى الأمام.

بالرغم من ذلك فقد عشت قرنًا هو أمتع الحقب الإنسانية، فقد شاهدنا فيه الطيارة والسيارة والراديو والتكنولوجيا الحديثة، وكذلك الفتوحات في الأشياء الصغيرة التي تعتبر كبيرة في فائدتها مثل ماكينة الخياطة التي تستر الأيتام، والآلات الصغيرة التي تعد وسائل للكسب.

وهذا القرن هو قرن مجنون وقعت حروب كثيرة عشناها، بدأت بحرب الروس واليابان وكان لهذه الحرب رنين في مصر واعتزاز ومنذ هذه الحرب ونحن نسمع في مصر عبارة (لماذا لا نفعل مثل اليابان) فقد كانت إشراقة أمل بأن الشرق لن يمت.

ثم جاءت الحرب ضد الإنجليز ثم حرب البلقان، كما أخذت النمسا البوسنة والهرسك، ثم احتلال بعض البلاد العربية، ثم حرب عام 1914 ثم حرب مصطفى كمال أتاتورك، التي انتهت بتحويل دولة إسلامية إلى دولة علمانية، ثم حرب فلسطين وقبلها الحرب العالمية الثانية.

قامت ثورة 1919 في وقت كانت فيه بريطانيا، وكانت تسمى بريطانيا العظمى ــ وهى لا عظمى ولا شيء ـــ مجرد اسم بعدما انفصلت عن بريطانيا الفرنسية تحتل مصر وتحاول استمالة المصريين بسياسة رفع الظلم وتبنى العدالة، وكان على العرش الخديو عباس الثاني الذي سرق واعتدى على الأوقاف ونهب الأراضي حتى كانت هناك أحزاب في عهده تخشاه أكثر من خشيتها من الإنجليز.

وما جرى مع عباس جاء مع الملك فؤاد حتى أصبح يملك ممتلكات قيمتها 6 ملايين جنيه.. عمومًا كان الجو مضطربا وفجأة ثار الشعب المصرى ثورة رجل واحد، واتحد المسلمون والمسيحيون مطالبين بالاستقلال.
الجريدة الرسمية