رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي يفتتح المنتدى الأفريقي الثالث للعلوم.. يلتقط الصور التذكارية مع الوفود المشاركة.. وزير التعليم العالي: نهدف إلى التحول من الاقتصاد الريعي إلى المعرفي.. والحجار: نولي اهتماما كبيرا بالتكنولوجيا

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، فعاليات المنتدى الأفريقي الثالث للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، تحت عنوان "استخدام أدوات البحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار لتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية في القارة الأفريقية وانعكاسها على اقتصاد القارة" الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع بنك التنمية الأفريقي خلال الفترة من 10-12 فبراير بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.


كما التقط الرئيس السيسي الصور التذكارية مع الوفود المشاركة، ويشارك في فعاليات المنتدى رئيس البنك الأفريقي للتنمية، وبمشاركة 35 وزيرا أفريقيا للتعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي وممثلو القطاعين العام والخاص والعلماء والباحثون والمبتكرون والشباب وشركاء التنمية وذلك برعاية الرئيس السيسي.

وزير التعليم العالي
ومن جانبه نقل الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، للرئيس السيسي دعم المجتمع الأكاديمي للعملية الشاملة سيناء 2018، مشيرا إلى أن مصر مهد الحضارات وإحدى دول القارة الأفريقية التي هي أم القارات.

وأضاف عبد الغفار، أن هذا المنتدى يأتي في إطار تنفيذ الخطة المعنية بمجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار وتعظيم الاستفادة من المواد وبناء رأس مال بشري وصولا إلى اقتصاد المعرفة والنمو الآخر.

وتابع: أن دول القارة الأفريقية تشاركت في الماضي بعلاقات تاريخية طويلة وتتشارك الآن في بناء حاضر ومستقبل أفضل من خلال ابتكار أدوات وحلول للتغلب على التحديات التي تواجه القارة الأفريقية.

وأكد وزير التعليم العالي أن القارة الأفريقية تهدف للتحول من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد المعرفة الذي يقوم على دعم البحوث والعلوم والتكنولوجيا، بالقارة الأفريقية، مشيرا إلى أن شعوب القارة الأفريقية اجتمعت أهدافها على محاربة الفقر والأمراض والتواصل، وخلق الثروة من أجل تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لضمان مستقبل أفضل لشعوبها.

اقتصاد معرفي
وقال إن مصر تسعى للتعاون مع دول القارة الأفريقية من أجل تطوير البحث العلمي لبناء اقتصاد معرفي قوي، مشيرا إلى أن الأجندة الأفريقية لتحقيق أهداف 2063 هي ذاتها أهداف 2023 التي تهدف لدعم البرامج المتميزة بمجال البحث العلمي والمجال التكنولوجي.

وأضاف وزير التعليم العالي أن مصر أولت اهتمامها بزيادة الإنفاق على البحث العلمي ما أدى لتقدم مكانتها في هذا المجال خلال السنوات الأربع الأخيرة.

وأشار عبد الغفار إلى أن مصر وفرت قاعدة علمية عريضة تسهم في تنمية القدرات البشرية الأفريقية في شتى مجالات العلوم فمصر نجحت في إنشاء فروع للجامعات مصر بالعديد من دول القارة، وتسعى دائما لمد يد المعاونة للدول الأفريقية تحفيزا للبرامج المتميزة.

وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن الرئيس السيسي كلف مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالمي بتبني مبادرة تدعمها الحكومة المصرية لتمكين شباب الباحثين الأفارقة وفتح أبواب مراكز التميز الأفريقية لكل شباب القارة من خلال إجراءات محددة.

وأوضح عبد الغفار، أن هذه الإجراءات تتمثل في زيادة عدد المنح الدراسية المحددة المقدمة للدول الأفريقية الشقيقة في مرحلة التعليم الجامعي والبحث العلمي، وإتاحة إمكانيات الجامعات والمعاهد للدول الشقيقة لبناء القدرات لتتوافق مع أجندة أفريقيا بتمويل العلوم والتكنولوجيا، فضلا عن مضاعفة جوائز البحث العلمي للشباب الباحثين الأفارقة ودعم البرنامج القائم بين مكتبة الإسكندرية وأكاديمية البحث لدعم المشروعات بحيث يتم دعم 10 مشروعات أفريقية مشتركة سنويا.

رئيس البنك الإسلامي

وأعرب الدكتور بندر الحجار رئيس البنك الإسلامي للتنمية، عن سعادته بمشاركته في فعاليات المنتدى الأفريقي الثالث للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.

وأشاد الحجار بمبادرة البنك الأفريقي للتنمية لتنظيم المنتدى للمرة الثالثة على التوالي بأحد أعرق المدن التي كانت منارة للعلم والعلماء خلال قرون الطويلة من الحضارات المختلفة.

وقال: "نولي اهتماما كبيرا بالتكنولوجيا والابتكار لانعكاسها على الاقتصاد وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ولذلك استحدثنا بالبنك إدارة جديد خاصة لتكنولوجيا المعلومات والابتكار لدمج العلوم والتكنولوجيا بجميع قطاعات البنك تحقيقا لقيمة المستدامة للعديد من المبادرات المتعلقة بالشراكة العامة والخاصة".

وأضاف الحجار أن القارة الأفريقية تواجه العديد من التحديات ومعوقات التنمية في العديد من المجالات كالطاقة وتغيير المناخ والغذاء والتعليم والمياه الصالحة للشرب.

وأكد الحجار، أن هذا المؤتمر يتيح فرصة تدفع بنا للمضي قدما لتكون بداية لعصر جديد من الاستثمار الشامل والمتوازن للعلوم والتكنولوجيا في القارة التي تذخر بالكثير من الفرص لتنمية مستدامة تنعكس إيجابا على شعوبنا".

وأشار إلى أن البنك يعمل على تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية لجميع الدول الأعضاء التي يصل عددهم إلى 57 دولة منهم 27 دولة في أفريقيا، لافتا إلى أن البنك اعتمد خلال السنوات الماضية 8 مشاريع لصالح الدول الأفريقية في مجال المياه والطاقة وصحة المرأة وتحسين التعليم.

وقال: "إننا نتطلع للعمل مع البنك الأفريقي للتنمية وكافة المنظمات لتعزيز الاستثمار لما لها من دور مهم والاستفادة من الثورة الصناعية وتوفير مصادر المعرفة، لإنجاز المزيد في المستقبل وتنمية القدرات التي تشكل ركيزة إستراتيجية للبنك الإسلامي لتحقيق الأهداف الإستراتيجية الأخرى بما فيها تعزيز الاقتصاد"، مؤكدا أن تشجيع العلوم والابتكار ليس مجرد إضافة إلى المجموعة بالبنك بل هو عنصر أساسي فيها.

رئيس البنك الأفريقي
وقال اكينومي اديسينا رئيس البنك الأفريقي للتنمية، إن مصر واكبت الابتكارات منذ عصر الفراعنة وأضاف: "نهتم برؤية ما حققته مصر من تقدم وتكنولوجيا".

واستعرض رئيس البنك الأفريقي مشروعات التعاون مع مصر خلال الفترة الماضية، وأضاف أن أفريقيا لديها 14 مليون طالب في التعليم العالي وهى نسبة عالية، مشيرا إلى أن أقل من ثلثهم متخصصين في المجال العلمي والرياضيات.

وقال: "قدمنا لمصر 500 مليون دولار لدعم التكنولوجيا والابتكارات"، مؤكدا أن الشباب ثروة كبيرة تحتاج للمساعدة والدعم للتحليق في آفاق العلم.

وتابع: "أن استثماراتنا في أفريقيا مخصصة في التعليم والبحث العلمي مستعرضا منح البنك لعدد من الدول خاصة رواندا والسنغال وتونس ويجب الاهتمام بجودة التعليم في أفريقيا حتى نعد جيلا قادرا على إحداث التنمية".

وأشاد بالدور المصري في مجال الصحة ومكافحة فيروس سي، وأعلن دعمه لمصر في مكافحة هذا الفيروس لجعل مصر والعالم خاليا من فيروس سي.

التعليم العالي
ويهدف المنتدى إلى تعزيز الاستثمارات في مجال التعليم العالي والعلوم والبحث العلمي الوصول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وتعظيم الاستفادة من الموارد الأفريقية وإحداث نقلة نوعية في مجال العلوم والتكنولوجيا والإبداع وفقا لأجندة الاتحاد الأفريقي لأهداف التنمية المستدامة لعام 2063.

كما يعد المنتدى جزءا من إستراتيجية بنك التنمية الأفريقي لتنمية رأس المال البشري بأفريقيا على مدار عشرة أعوام 2013- 2022، فضلًا عن أن المنتدى يلعب دورًا محوريا في تحقيق أولويات البنك التي تتماشى مع أجندة وإستراتيجية الاتحاد الأفريقي للعلوم والتكنولوجيا والإبداع في أفريقيا STISA 2024 وأيضا أجندة الاتحاد الأفريقي (2063).

ويتناول المنتدى العديد من المحاور منها نظم العلوم والتكنولوجيا والإبداع والحوكمة والتنسيق" التي تتعلق بإنشاء نظم إبداع قومية قوية للتصنيع ترتبط بسياسات التنمية الوطنية والعلوم والتكنولوجيا والإبداع وتنافسية القطاع الخاص التي تبحث في تنمية السلع الجديدة والخدمات من خلال القطاع الخاص بهدف مواجهة التحديات التي تواجه قارة أفريقيا في مجالات الطاقة والتغيرات المناخية، والوظائف الآمنة والصناعة الزراعية والتغذية والمياه وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات والصحة والصناعة.

التنمية البشرية
وتدور محاور المنتدى عن التنمية البشرية بهدف الخروج بتقريرين أحدهما مؤشر تقييم لأفريقيا بخصوص السياسات والموارد البشرية والعلوم، والآخر رؤية موضوعية للتحديات والفرص أمام تعزيز معرفة العلوم والتكنولوجيا والإبداع والبحث حول التعليم العالي وتنافسية القطاع الخاص.

ومن المتوقع أن ينتهي المنتدى إلى عدة نتائج منها وضع أطر تهدف إلى تحسين المعرفة في مجال العلوم والتكنولوجيا بقارة أفريقيا، ورفع الوعي حول دور العلوم والتكنولوجيا والإبداع، ومساهمتها في تنافسية القطاع الخاص في أفريقيا، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال العلوم والتكنولوجيا والإبداع.

كما من المتوقع زيادة تمويل العلوم والتكنولوجيا وإطلاق مبادرة واحدة على الأقل للشراكة حولها وإطلاق برنامج المنح في مجال الطاقة وإعلان إستراتيجيات الدعم المستقبلي للعلوم والتكنولوجيا والإبداع في أفريقيا وحوكمة العلوم والتكنولوجيا والإبداع في أفريقيا وتقييم التقدم، الذي أحرزته الدول الأفريقية في هذا المجال وتقوية شبكة التواصل بين العلماء والباحثين والمبدعين الأفارقة، ودفع الاتفاقيات الجماعية والثنائية حول العلوم والتكنولوجيا والإبداع وزيادة الاستثمارات في مجال المعرفة الأفريقية ونظم العلوم والتكنولوجيا والإبداع.

وعقد المنتدى الأول في كينيا عام 2012 حيث قام بربط العلوم والتكنولوجيا والابتكار بإجراءات التنمية الدولية المستدامة، حيث تمت الاستفادة منه أثناء وضع إستراتيجية البنك الخاصة برأس المال البشري 2014-2018 كما أسهم من ناحية أخرى في ربط وتحسين السياسات في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار.

وتم عقد الدورة الثانية للمنتدى في المغرب عام 2014 بمشاركة 19 وزيرا للتعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي أثمر عن توسيع حجم الشراكة في هذا المجال إلى ما يزيد على 21 منظمة دولية وقد تولدت من خلال المنتدى العديد من المنتجات المعرفية، بالإضافة إلى إبراز أهمية الشراكة في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

ووافق البنك منذ ذلك التاريخ على العديد من المشروعات المتعلقة بمجالات البحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار مثل: أنجولا 2015 وجنوب أفريقيا 2016 وتونس 2017 بالإضافة إلى مشروعات إقليمية في التجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا، والتجمع الاقتصادي لشرق أفريقيا 2016.
الجريدة الرسمية