رئيس التحرير
عصام كامل

حيثيات حكم عدم جواز قيد التلميذ بالمدرسة دون التحاقه برياض الأطفال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أودعت المحكمة الإدارية العليا حيثيات حكمها بعدم جواز قيد التلميذ بالصف الأول الابتدائي بمرحلة التعليم الأساسي بالمدارس الرسمية للغات والمتميزة، ما لم يسبق ذاك قيده برياض الأطفال بها لمدة سنتين.


وأكدت المحكمة أنها سعت خلق مبدأ قضائي جديد؛ لتوحيد الاتجاهات المتعارضة في هذا الشأن، حيث إن بعض الدوائر أصدرت حكما بأحقية الطفل بالقيد في الصف الأول الابتدائي، ما لم يسبق قيده برياض الأطفال، في حين أصدرت بعض الدوائر الأخرى أحكام تعاكس ذلك.

وأشارت إلى أنه صدر قرار وزاري رقم 94 لسنة 1985، بشأن المدارس التجريبية للغات، والذي تناولت نصوصه وأهدافه، تحقيق أهداف التعليم قبل الجامعي، والتوسع في دراسة لغة أجنبية قبل المناهج الرسمية، وشدد القرار على أن تبدأ الدراسة بالحضانة لمدة سنتين تليها مرحلة التعليم الأساسي الابتدائي ثم الثانوي، وذلك بالمدارس الرسمية للغات، وتكون بها دراسة باللغة الأجنبية.

وعملًا بالقواعد والشروط، فلا يجوز الالتحاق بهذه المدارس مباشرة بالصف الأول الابتدائي بمرحلة التعليم الأساسي، لمن لم يقض بمرحلة رياض الأطفال سنتين، ولا يجوز التعلل بغير ذلك في المطالبة بالقبول بها لمن لا يتحقق بشأنه هذا الشرط.

وأضافت المحكمة أن المادة 15 من قانون التعليم حددت السن الإلزامي بمرحلة التعليم الأساسي 6 سنوات، في أول أكتوبر من العام الدراسي، مع جواز النزول به إلى سن 5 سنوات ونصف، على حسب الكثافة، وأنه لا يجوز معه حرمان التلميذ الذي بلغ السن في الالتحاق بهذه المرحلة، ويعتبر الدستور كفل هذا الحق للأطفال بجميع المدارس.

وبررت المحكمة حكمها، بأن القول بشأن رياض الأطفال نظام تربوي يحقق التنمية الشاملة للأطفال، ما قبل مرحلة التعليم الابتدائي، ويهيؤهم للالتحاق بها، وليس مرحلة تعليمية، مما لا يجوز معه اشتراط هذا النظام للقبول بالصف الأول الابتدائي بالمدارس الرسمية للغات، وأن القول بغير ذلك يناقض أحكام قانون الطفل، فهذا الفهم يُعتبر خاطئ، ويُرد عليه بأن طبيعة نظام رياض الأطفال دعى المُشرِّع لاشتراطه للقبول بالمدارس الرسمية بحسبان أن القيد بهذا النظام والبقاء فيه لسنتين يهيئ النشء لدراسة واستيعاب اللغة الأجنبية المقررة لدراسة المناهج الدراسية بها بالصف الأول الابتدائي بمرحلة التعليم الأساسي.

واستندت أسباب الحكم على أن غاية المُشرِّع دائمًا لتحقيق المصلحة العامة التي وضعها المُشرع ابتداء، من تقريره قبل الالتحاق بالمرحلة الابتدائية، ويتحاشى ذلك الآثار السلبية التي تقع على الطفل الذي لم يمر بمرحلة رياض الأطفال، حيث إنه إذا لم يمر بها يجد نفسه دون مستوى أقرانه الذين قيدوا برياض الأطفال.

وأنهت المحكمة أسباب حكمها بأن التحاق الطفل بسنتين رياض أطفال يحقق أحكام قانون الطفل، التي نصت على أن رياض الأطفال "نظام تربوي يحقق التنمية الشاملة للأطفال، ما قبل مرحلة التعليم، ويهيؤهم للالتحاق بها"، بل ويدعم نصوص هذا القانون ويحقق ذات الأهداف والغايات التي ابتغاها المُشرِّع، ويخلق طفلا سويا قادرا على استيعاب المراحل التي يمر بها.
الجريدة الرسمية