رئيس التحرير
عصام كامل

«بيومي» صانع سجاد بدرجة فنان: تتلمذت على يد عثمان أحمد عثمان

فيتو

بالعقد الخامس من عمره، وما زالت هي عشقه الأول، الذي طالما حلم أن تظل معه أبد الدهر، لم تكن مجرد مهنة بالنسبة له، ولكنها نهجه الذي يسير عليه، ليتملكه كل صباح الشعور بالسلام والسكون.

يقول "عم بيومي"، من صناع السجاد بمعرض الكتاب، إنه عمل بهذه المهنة منذ أن كان عمره 10 سنوات، وأصبح عمره الآن 51 عاما، فقد كان رساما مبدعا منذ نعومة أنامله، لكنه لم يتجه لمجال الرسم الورقي، فقد اعتبر موهبته فريدة من نوعها، ويجب استغلالها بشكل مميز.

اكتشف موهبته أحد الأصدقاء الأكبر منه سنا، ليقرر إحياءها بأحد مصانع السجاد، ولم يستسلم الطفل الحالم العاشق، لثقل الدراسة وعبء المراجع فقط، بل كان يستغل كل وقته بعقل حكيم، فكان يخصص جزءا من يومه للدراسة، والجزء الآخر لممارسة فنه النادر، فكان يتحرق شوقا لانتهاء اليوم الدراسي، ليعود كطائر لملاذه الأول؛ غرفة صناعة السجاد، ورغم صغر سنه حين ذاك، إلا أنه استطاع الوصول للعمل بأهم شركات صناعة النسيج في ذلك الوقت، "إتصورت مع عثمان أحمد عثمان وأنا لسه طفل.. وكنت أصغر عامل عنده في المصنع".

وكانت خطوته التالية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، التي عمل بها 28 عاما، وجعلت من موهبته صوتا مسموعا بين الحرف الأخرى، وبرز بين فقرات معرض الكتاب هذا العام، في ركن خاص به، تجمّع من حوله الأطفال والنساء لرؤية فنه النادر عن قرب، وطلب الأطفال والسيدات تعلم المهنة على يده، فهو ليس صانعا تقليديا.

حصل "بيومي" على 15 جائزة تكريما لموهبته على مستوى الجمهورية، "عشقت المهنة من الابتدائية.. أنا مش صانع سجاد.. أنا فنان، ليا أدواتي زي أي فنان أو رسام، ومهنتي تتفوق على الفنانين أنفسهم"، فقد جاء ليذكر الجمهور بمهنة صناعة السجاد، وتعليم الأطفال، فالمهنة فانية بالقطاع الخاص، لذا قرر ألا يترك المهنة الحكومية، وجعل من تعليم البراعم الصغار هدفه الأول، لقدرتهم الاستعابية الأسرع، رافعا شعار "دق الحديد وهو حامي".
 

الجريدة الرسمية