رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيل فاتن حمامة.. حكاية سيدة الشاشة مع الرؤساء.. غادرت مصر بسبب كراهيتها للظلم في عهد عبد الناصر.. أشادت بذكاء السادات.. انتقدت مبارك بسبب الفقر.. وأيدت السيسي

فيتو

لكل فنان بصمته الخاصة في عالم الفن، أما هي فلا وصف لها، فقد كانت علامة مميزة في تاريخ مصر والوطن العربي، وبرغم رقتها التي اعتدنا عليها وتاريخها الفني الذي حمل طابعا سياسيا واجتماعيا، ودفاعها عن قضايا المرأة إلا أن السياسة كانت عشقها الوحيد وهي العامل الذي تسبب في ابتعادها عن الفن لفترة طويلة، وظهر ذلك جليا في علاقتها مع رؤساء مصر.


اليوم 17 يناير تحل الذكرى الثانية لوفاتها، وتستعرض «فيتو» خلال السطور التالية مواقف سيدة الشاشة مع الرؤساء.


عهد عبد الناصر
خلال عهد الرئيس «جمال عبد الناصر» حدثت الكثير من التطورات في حياة الراحلة «فاتن حمامة»، حيث غادرت مصر منذ عام 1966 إلى 1971 احتجاجًا على الضغوط السياسية التي تعرضت لها، وكانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن.

وخلال فترة غيابها حاول بعض مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين إقناعها بالعودة لمصر، بل ومنحها عبد الناصر وساما فخريا في بداية الستينيات، ولكنها لم تعد إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاته.

نظام قاس
ذكرت«حمامة» في حوار صحفي لها مع مجلة المصور عام 1991، أنها فرحت بقدوم عبد الناصر وأيدته وساعدته، وتصورت أن التغيير سيكون لصالح الجميع، ولكن بعد انفصال سوريا عن مصر حدث تغير كبير في شخصية وحكم عبدالناصر، صار الحكم قاسيًا وكرهت الظلم لبعض الوطنيين، عبدالناصر كان رئيسًا وطنيًا وأمينًا لم يسرق البلد، ولكن نظامه كان قاسيًا في فترات كثيرة».

اقرأ: «الكواكب» تحاكم فاتن حمامة

الرئيس السادات
اختلف الوضع تماما بالنسبة لسيدة الشاشة العربية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، فقد قابلت «حمامة» الرئيس الراحل أكثر من مرة، ومن بينها إلقاؤها شعرًا باللغة العربية الفصحى على المسرح في حضور الرئيس، وعميد المسرح العربي يوسف وهبي، وزكي طليمات، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.

وجمعت فاتنة الشاشة والسيدة جيهان السادات صداقة قوية، حيث اعتادا على تبادل المكالمات الهاتفية على فترات، وجمعتهما عشرات المناسبات خاصة في الوقت الذي ابتعدت فيه «حمامة» عن الأضواء.

منفتح وطيب
وذكرت «فاتن» في تصريحات صحفية عن «السادات»:«السادات كان رجلًا متفتحًا وإنسانًا طيبًا ولكنه ذكي جدًا، كنت أحبه وأحترمه، وفى عصره تغيرت معايير السياسة والفن أيضًا، لكن ظلت مصر تعاني من كثير من مشاكلها، ومشكلتها الأكبر الزيادة السكانية، وكان فيلمي أفواه وأرانب إشارة لأزمتنا الكبرى».

تابع: فاتن حمامة تكتب: جدتى من زعيمات ثورة 1919

عصر حسني مبارك
ثم توالت الأحداث ليحل عهد الرئيس الأسبق «محمد حسني مبارك»، وبرغم أن فاتن كانت من أشد محبي «مبارك» بل وكانت تصفه بالرجل «الطيب»، إلا أنها أيدت ثورة 25 يناير وشجعت الثوار على حفظ مكتسبات الثورة.

ولم تنس «حمامة» الحديث عن مبارك فذكرت في تصريحات صحفية، أنه في السنوات الأولى لـ«حكم مبارك»، قدمت سيدة الشاشة فيلم «يوم حلو ويوم مر»، موضحة أنها عندما قرأت السيناريو المبدئي للفيلم لم يرق لها، وأخبرت خيري بشارة أن السيناريو يحمل مبالغة كبيرة، فهي تعي جيدا أن مصر بها فقراء ولكن ليس لهذا الحد.

وهنا اصطحبها «بشارة» إلى حي شبرا الذي كان موقع أحداث الفيلم، وكانت تعرف شبرا منذ صغرها، ولكن ما وجدته اختلف تماما عما رأته في صغرها، حيث رأت خمس أسر تسكن في شقة واحدة، وبعد الزيارة وافقت على الفيلم، مضيفة:«كنت أرى أن الفقر وصل في عهد مبارك إلى حد لا يطاق».

التوتر والحزن
أما عام حكم الإخوان فكان مرحلة «التوتر والقلق» بالنسبة لـ«حمامة»، ففي مارس 2014، قالت سيدة الشاشة العربية خلال برنامج «البلد اليوم»:« كانت فترة صعبة سببت لي توترًا وحزنًا وقلقًا، لكن الحمد لله انتهت، صحيح ما زلنا نعاني من تبعات هذا الحكم من إرهاب وغيره لكني على ثقة من أننا سنتجاوز هذه المحنة كما تجاوزنا غيرها».

أيدت السيسي
ثم يحل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد كانت «حمامة» ضمن الفنانين الذين التقوا به خلال حملته الانتخابية، وحينها ترك الرئيس مقعده وتوجه لها ليلقي التحية قائلا:«لا يمكن أن يفوتني أبدًا أني أوجه كلمة شكر خاصة لك».

وحينما أصيبت منذ عدة أشهر بوعكة صحية أدخلتها مستشفى دار الفؤاد، كلف الرئيس السيسي أحد أمناء رئاسة الجمهورية بزيارتها والاطمئنان عليها.






الجريدة الرسمية