رئيس التحرير
عصام كامل

إيلون ماسك Iron Man

إيلون ماسك
إيلون ماسك

هل شاهدت مجموعة أفلام “أفينجرز” و”الرجل الحديدي”؟!.. خلف شخصية الرجل الحديدى Iron Man شخصية حقيقية ملهمة، فرغم وجود الشخصية في الكتب المصورة الأمريكية منذ ستينيات القرن الماضي، فإن المخرج والمؤلف جوس ويدن استلهم شخصية “تونى ستارك” من المبدع “إيلون ماسك”، واستلهم شركة الرجل الحديدى “ستارك” من شركة ماسك “سبيس إكس” شركة الفضاء التكنولوجية.


إيلون ماسك الرجل الحديدى الحقيقي، الذي يمكن اعتباره المغامر العاقل، المخترع والمبتكر التكنولوجي، ومؤسس عدد كبير من الشركات التكنولوجية المهمة، مهندس واقتصادى جنوب أفريقى كندي، ولد في جنوب أفريقيا عام 1971م، وتعلم البرمجة في العاشرة من عمره، وفى الثانية عشرة استطاع تصميم لعبة أسماها “بلاستار” وبيعها.

عام 1988 انتقل “إيلون” إلى كندا بعدما تجنس بجنسية والدته الكندية في عمر السابعة عشر، والتحق بجامعة كوين، وبعد عامين انتقل لجامعة كوينز، وقبل استكمال دراسته فيها انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة في جامعة بنسلفانيا لدراسة الفيزياء، ثم التحق بمدرسة وارتون، وحصل على درجة رجال الأعمال، وحصل على بكالوريوس ثانى في الاقتصاد بعد ذلك.

في عام 1992م انتقل إلى مدينة كاليفورنيا لدراسة الدكتوراه بجامعتها، لكنه تركها بعد يومين فقط، للبدء بإنشاء أولى شركاته، وهى Zip2 لبرمجيات الإنترنت، وهى دليل متخصص للمواقع عبر الإنترنت بالشراكة مع أخيه كامبال، ولاقت نجاحا كبيرا جعل شركة “كومباك” للحواسب تشتريها عام 1999 مقابل 307 ملايين دولار مع أسهم بقيمة 34 مليونا.

خلال العام ذاته شارك “ماسك” بتأسيس شركته “إكس دوت كوم” للحوالات المالية، ثم اندمجت مع شركة “كونفينيتي” لتصبح أكبر شركات الخدمات المالية المعروفة حتى الآن “باى بال”، وعين المدير التنفيذى للشركة لتتم إقالته خلال إجازة له بعد خلاف مع المؤسسين، وبيعت شركة “باى بال” إلى شركة “إى باي” عام 2002 مقابل 1.5 مليار دولار، وحافظ ماسك على أسهم له في الشركة بمقدار 11%.

تزوج إيلون ماسك للمرة الأولى من جستن ويلسون عام 2000 وأنجب منها خمسة أبناء جميعهم توائم، وخلال عام 2002 ومع بيعه لشركة باى بال، بدأ مشواره ليكون Iron Man الحقيقي، بإنشائه شركة “سبيس إكس SpaceX” لتكنولوجيا الفضاء وتصميم الصواريخ، وهو نفس العام الذي حصل فيه على الجنسية الأمريكية، ويأمل لتحقيق رحلات من الأرض للفضاء أرخص بعشر مرات مما كانت عليه قبل بدئه في الشركة.

ولعبقرية إيلون ماسك غير المحدودة، فبعد عامين فقط من بدئه لشركته “سبيس إكس” بدأ استثماره في شركة “تسلا موتورز” لإنتاج السيارات الكهربائية، وذلك بعد عام واحد من تأسيس المهندسين مارتن إيبرهارد ومارك تاربينينج لها عام 2003، باستثماره 70 مليون دولار، وتصميمه لأول سيارة للشركة، والتي كشف عنها بعد خمس سنوات وهى Roadster.

وفى عام 2006 أسس “ماسك” مع أبناء عمومته شركة “سولار سيتي” لإنتاج الطاقة الشمسية، وتركيب الألواح الشمسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهى أكبر منتج لتلك الأنظمة في أمريكا الآن.

مر إيلون ماسك في عام 2006 بأحداث كبيرة وصعبة، حيث عانت شركتيه “سبيس إكس” و”تسلا موتورز” خسائر كبيرة، ما اضطره إلى ضخ 40 مليون دولار في شركة تسلا، وأصبح مهددا بالإفلاس، كما انفصل عن زوجته ويلسون في نفس العام.

استمرت أزمات ماسك لمدة عامين، فمع بداية عام 2008 أعلنت تسلا موتورز عن سيارتها الأولى Roadster وهى النموذج الأول الكهربى للشركة، وهى رياضية مزودة ببطارية ليثيوم أيون تستمر لمسافة 400 كيلو متر دون شحن.

ولمعت شركة سبيس إكس بإطلاقها صاروخ “فالكون1” عام 2009 لتكون أول شركة خاصة ترسل صاروخا إلى الفضاء، وفى نفس العام تعاقدت معها ناسا لنقل الحمولات من الأرض للفضاء مستغنية عن مكوكها الفضائي، واتفقا على 12 رحلة مقابل 1.6 مليار دولار، واختبر صاروخ فالكون 9 للنقل من الأرض إلى محطة الفضاء الدولية بحمولة قدرها نصف طن، ونجح في ذلك نجاحًا باهراَ.

وكان إيلون ماسك واحد من أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم في عام 2010، وكان شخصية العام لمجلة التايم عام 2012، وفى عام ٢٠١٧ كان هو الشخصية التكنولوجية الأكثر تأثيرًا في العالم.
الجريدة الرسمية