رئيس التحرير
عصام كامل

ما بين العناية بالجيل القادم والتربية


وصلتني رسالة من المهندس أحمد مسعد البحيري يقول فيها:
"اختلط عندنا مفهوم العناية بأبنائنا Giving care وتربيتهم Raising children وما نلاحظه يوميا من انهيار بعض العادات والتقاليد في المعاملات من نتاج الاهتمام بالعناية بالأبناء وتوفير لهم سبل الحياة فقط وليس التربية فالاثنان مختلفان تماما.


توفير سبل الحياة للأبناء والسعي لكي نحفظهم من الحاجة هو أساس الحياة بالطبع ولكن علينا مسئولية أخرى نسيناها وسط الزحام مسئولية أن نربى أبناءنا نعلمهم القيم الراسخة التي تعلمناها من عقود مضت قيم عرفنا فيها معنى الأخلاق والقيم الجمالية والذوق حتى كانت الإساءة إلى الآخرين أقصاها أنه (قليل الذوق) كانت هذه الكلمة أكبر اهانه يتعرض لها الإنسان حين يعمل شيئا مخالفا للقيم.

التربية هي أن نخلق الدافعية للعمل وتعليمهم قدسيته والأمانة والضمير في أدائه كيف لنا أن ننتج جيلا مسئولا عن افعاله وعن اسرته جيلا إذا تزوج كانت لدية القدرة على إدارة منزل وإلا كيف يمكن للإنسان أن يدير منزلا ويقود أسرة وهو في الأساس لا يقدر أن يقود نفسه ويدير أمره ".

انتهت مقالة الأخ الكريم وأقول له:
أتفق مع حضرتك على أننا أمام نماذج قد تكون مشوهة إلى حد ما.. نماذج نشأت في ظروف مختلفة أصبح العالم فيها قرية صغيرة وشاشات تعرض يوميا الكثير من مسببات هذا التشوه.. والسبب هم الأسرة التي أنتجت هذه النماذج من بعد سنوات من العناية دون التربية ومن سنوات تمضي كل يوم لمحاولة إشباع ما يريدون على قدر الحاجة طبعا دون أن نعرفهم كيف يحافظون على تعليمهم وتدريبهم على مواجهة صعوبات الحياة بقدرة أكبر على التقبل والتعامل والجلد.

التربية لها بالفعل معان كثيرة أن نعلمهم الولاء للأوطان وأن نرى فيهم صورة كنا نريد أن نحققها في أنفسنا نريد أن نراها بوضوح عندهم ونرى وطننا في غد أفضل.

التربية مختلفة عن العناية ولا بد أن تصل هذه الرسالة لكل أب ولكل أم لكي يكتشفوا ماذا تم من المهمة في التربية والتعليم حتى نخرج للحياة نماذج قادرة على أن تعمل وتجتهد قبل أن تنادى بالهجرة والقفز من السفينة عند وجود أي تحديات.

التربية هي التدريب على الأهداف والإصرار من أجل تحقيق الأمنيات وتجارب النجاح والفشل التي تكون دافعا لبذل المزيد من الوقت والجهد من أجل إثبات الذات ولهذا فإننا سنعمل على أن نربى بعد أن نعتنى بأبنائنا.. هذا لكى نرى معا غدا أفضل بهم.
الجريدة الرسمية