رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الحليم حافظ يكتب في الأهرام: «ارجع يا صلاح»

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ
18 حجم الخط

كان الشاعر الرقيق صلاح جاهين لا يطيق أن يسمع عن أحد من أحبائه مريضا أو حزينا وكان يكره سيرة الوجع والألم والعذاب.


ويروى محمد توفيق في كتابه (أيام صلاح جاهين) واقعة تؤكد ذلك فقال:

اعتاد عبد الحليم حافظ وكمال الطويل وصلاح جاهين اللقاء المستمر للتحضير للأغنيات التي يكتبها جاهين ويلحنها الطويل ويغنيها عبد الحليم، وكان شهر يونيو هو ميعاد اللقاء للإعداد لأغنية عن عيد الثورة.

غير أنه في أحد السنوات مرض والد صلاح جاهين بالسرطان، ولم يتحمل صلاح جاهين الخبر واختفى تماما في مكان لا يعلمه أحد، وحاولت أسرته الوصول إليه دون جدوى لمدة عشرة أيام، حتى أن بهيجة أخت جاهين أقسمت أن حليم "هو اللى مخبيه" فذهبت إلى بيت حليم، وقالت له:

عاوزين صلاح ضرورى، أبوه تعبان قوى ومحتاج يشوفه وأنت مخبيه عندك.

فقال حليم: والله هو ما عندى ولا حتى شوفته وأنا عاوزه، ادخلى دوري عليه علشان تصدقى، وعموما أنا حاجيبه لحد عندكم.

وبالفعل أحضر حليم جاهين في اليوم التالي بعد أن نشر إعلانا في الأهرام يقول: (ارجع يا صلاح.. أهلك بيدوروا عليك).

قرأ صلاح جاهين الإعلان وعاد من مخبئه في اليوم التالي، وعرفوا أنه كان في الإسكندرية لأنه كان لا يتحمل أن يرى أحدا من أقاربه أو أصدقائه مريضا، فما بالك لو كان أبوه.
الجريدة الرسمية