رئيس التحرير
عصام كامل

بين فتوة مجلس الأمن وحادث مطار العريش!


كفتوات الحارات الشعبية قديما وبصلف وغرور وقلة ذوق وجليطة وبكل التعبيرات السلبية الممكنة تحدثت "نيكي هايلي"، مندوبة الولايات المتحدة بمجلس الأمن، وقالت حرفيا بوقاحة عن عملية التصويت بمجلس الأمن ضد قرار ترامب الخاص بالقدس الشريف بمشروع القرار المصري: "إن الولايات المتحدة لن تنسى هذه الإهانة أبدًا"!


المندوبة الأمريكية طويلة اللسان لم تزل تعيش في أوهام القوة العظمى الواحدة الوحيدة -وهو ما انتهى فعليا- وتتحدث عن مصر وكأنها تتحدث عن دولة من دول جمهوريات الموز بأمريكا الجنوبية والوسطى وليس مصر الدولة الكبيرة.. إلا أن المدهش أنها ما أن انتهت من حديثها ولأول مرة يتقدم رئيس وزراء العدو الإسرائيلي من الكاميرات ليسجل لها خصيصًا تسجيلا يمدحها فيه ويشكرها على ما قالته ويحييها عليه!

سلوك رئيس وزراء العدو كعادته يفتقد الأدب والذوق وكلا الموقفين الأمريكي والإسرائيلي يتصادم مع كل أصول اللياقة والدبلوماسية، فمناقشة المشروع المصري بمجلس الأمن تم طبقا للوائح الأمم المتحدة وميثاقها.. موضوعيا وإجرائيا.. وناقشه المجلس وحظي بأغلبية كاسحة للمجلس كله عدا أمريكا نفسها ووحدها.. وما قالته المندوبة الأمريكية يطول كل هؤلاء وليس الدولة صاحبة المشروع وحدها!

هذا التنسيق إلى حد التطابق يعيد طرح السؤال المهم عن المستفيد الأول مما يجري في سيناء!! فطبقا لنظرية "فتش عن المستفيد" الشهيرة بالعلوم الجنائية لا يوجد ولن يوجد طرف مستفيد مما يجري في سيناء أكثر من العدو الإسرائيلي.. وحده لا يريد دولة قوية في المنطقة ولا على حدوده التي احتلها ولا في سيناء التي تشهد تنمية غير مسبوقة تعوض مصر بها غياب أربعين عاما عن سيناء وربما نحتاج إلى مقال منفرد ليعرف الناس ما يجري في سيناء من تنمية برغم كل هذا الإرهاب!

ما يعنينا.. في عملية العريش المجرمة أمس أن العدو الإسرائيلي المتهم الأول.. وكما لم يتمالك نتن ياهو أعصابه وقام بتهنئة المندوبة الأمريكية كان لابد لهم من رسائل لمصر تقول إنهم قادرون على التصعيد وبأدوات نوعية قد تربك الأحوال في مصر!

مصر أكبر من أن تتأثر من حادث في معركة طويلة وممتدة.. وسوف يجيء الرد وما بعده.. لكن هل لم يزل البعض يعتقد أن الأمر أمر إرهابيين متطرفين فقط؟ لم يزل البعض لا يريد أن يرى حجم المؤامرة؟! لم يتبق إلا أن يخرج نتن ياهو على الشاشات ليعلنها بنفسه!!! وربما قال البعض إنه فوتوشوب وإنه ليس بنتنياهو!!
الجريدة الرسمية