رئيس التحرير
عصام كامل

ليديا يؤانس تكتب: أجمل ما عرفت عن أميان

ليديا يؤانس
ليديا يؤانس

بالتأكيد سمعتم عن، بلد الجمال والثقافة والموضة ونمط الحياة المُتقدم، إنها فرنسا التي يشتاق الكثيرون لزيارتها، والتي يعشقها الكثيرون أيضًا.


يقول عنها كاتبنا العظيم طه حسين، عميد الأدب العربي "كل شيء في فرنسا يُعجبني ويُرضيني، خير فرنسا وشرها، حُلو فرنسا ومُرها، نعيم فرنسا وبؤسها، كل ذلك يروقني وتطمئن إليه نفسي اطمئنانًا غريبًا"، كما يصفها بالجنة التي وعد الله بها عباده المُتقين.

لكي تستمتع بفرنسا، فأنت محتاج على الأقل شهر، لزيارة أهم المعالم السياحية التي تتواجد في مدن مختلفة من البلد.

فرنسا تقع في أوروبا الغربية، بلد قديم يرجع تكوينها إلى العصور الوسطى، ووصلت إلى أوج قوتها في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، عاصمتها باريس، ولُغتها الرسمية الفرنسية، وعُملتها اليورو، وحاليا يصل عدد سكانها نحو 66 مليون نسمة.

في فرنسا يُمكنك زيارة المتاحف، ففي باريس وحدها 143 متحفا، وأشهرهُم متحف اللوفر.

أكيد سمعتم أوشاهدتم على الميديا أعظم وأشهر برج في العالم، برج إيفل، وفي قباله ستجدون برج مونبارناس، يوجد أيضًا العديد من الأبراج ومِنهُم برج سان جاك.

في فرنسا أشهر القصور في العالم، قصر الأليزيه، القصر الرئاسي، وأيضًا قصر وأوبرا غارنييه.

في فرنسا تستمتع بوجود عدد لا بأس به من الكاتدرائيات والكنائس ومسجد باريس، ومن أشهر الكاتدرائيات في فرنسا والعالم، كاتدرائية نوتردام الموجودة بباريس.

اليوم، أُريد أن أُقدم لكم كاتدرائية أميان من القرون الوسطى، تعتبر من أطول الكاتدرائيات في العالم، لم أسمع من قبل عن كاتدرائية أميان!

كاتدرائية أميان، هي كاتدرائية السيدة العذراء أميان، وللسهولة يُطلق عليها "كاتدرائية أميان" لأنها موجودة بمدينة أميان بفرنسا، ويطلقون عليها بالفرنسية "كاتدرائية نوتردام".

أميان إحدى مدن فرنسا، وتعتبر أميان عاصمة مقاطعة السوم وإقليم بيكاردي، وتبعد عن مدينة باريس العاصمة بنحو 120 كم (75 ميل).

كاتدرائية أميان تعتبر أكبر وأطول كاتدرائية في العالم، وعندما تستفسر عن هذا الطول الرهيب، تكون الإجابة؛ أنه في القرون الوسطى كانوا يحاولون تعظيم الأبعاد الداخلية للوصول إلى السماء وإدخال المزيد من الضوء بالكاتدرائية.

عندما تكون بداخل الكاتدرائية وترفع عينيك إلى فوق، سوف تجد الصحن مُقبب على الحجر، ويصل ارتفاعها الداخلي إلى 42.30 مترا (138.8 قدم)، وتفوقها في الارتفاع كاتدرائية بوفيه التي لم تكتمل بعد.

الحجم الداخلي للكاتدرئية يُعتبر أكبر من حجم أي كاتدرائية فرنسية ويُقدر بنحو 200،000 متر مُكعب، ولهذا لك أن تتخيل هذه الكاتدرائية الضخمة طولًا وعرضًا، وأشتهرت بكمية ونوعية النمط القوطي في تصميم البناء، الذي يرجع تاريخه إلى أوائل القرن الثالث عشر، وذلك خاصة في الواجهة الغربية الرئيسية وبوابة ترانسبت الجنوبية.

أيضًا بداخل الكاتدرائية توجد كميات كبيرة ورائعة من المنحوتات والتماثيل مُتعددة الألوان.

الكاتدرائية من الخارج أكثر من رائعة، وفي الغالب بُنيت جملة واحدة من عام 1222-1236، أما الوجهة الغربية فتظهر درجة غير عادية من الوحدة الفنية، فتجد الطبقة السُفلى مع ثلاث من الشرفات العميقة الشاسعة، التي تمتد بأكملها تحت نافذة الورد (الروز)، ويوجد فوقها ممر مفتوح جاليري ديس سونورس، هذه الشرفات تعرض حياة اثنين وعشرين من الملوك.

في التصميم الخارجي للكاتدرائية تم بناء بُرجين شاهقين، أما البوابات الغربية للكاتدرائية فتتميز بمنحوتاتها الفنية المُذهلة حيث تضُم معرضًا للقديسين، الذين لهُم سيط وأهمية تاريخية.

عند بوابة الكاتدرائية وضعت أيضًا تماثيل للقديسين المحبوبين أمثال؛ فيكتوريكس، وجينتيان، وسانت دوميتيوس، وسانت أوليفيا، وسانت فيرمين.

بالنسبة للألوان في الواجهة الغربية، تم اكتشاف أنه في الأصل كانت مرسومة بألوان مُتعددة، ثم وضعت تقنيات الإضاءة المتطورة لكي تتناسب المشاهدة المباشرة مع الموسيقى، التي تُقدم في إحتفالات "سون إت لومبير" التي تقام في الأمسيات الصيفية الجميلة وأيضًا في عيد الميلاد والأعياد الدينية الأخري.

بدأ البناء في الكاتدرائية بناءً على تعليمات الأسقف جيرارد دي في عام 1220، وكان روبرت دي مازارين المهندس المعماري، ثم تلاه توماس دي، وتم الانتهاء من البناء عام 1266، ولكن التشطيبات استمرت حتى عام 1288 لكي تغطي عددًا من الطوابق وبعض التصميمات الأخرى مثل الصليب.

الكاتدرائية تدعهما 126 ركيزة، وزينت بسخاء بكميات كبيرة من الزجاج الملون، وتشير التصميمات الداخلية على أعمال الفن والديكور من كل فترة منذ بناء الكاتدرائية، هذا بالإضافة إلى لوحات باروكية من القرن السابع عشر لفنانين مثل فرانز الثاني فرانكلين ولوران دي لا هيرد.

الكاتدرائية تم إدراجها كموقع للتراث العالمي لليونسكو منذ عام 1981 بالرغم من أنها فقدت معظم زجاجها الملون الأصلي.

أحبائي، أرجو أن تكونوا قد استمتعتم بهذه السياحة القصيرة عبر هذه الكلمات القليلة، وأتمنى أن تسمح لي الظروف مرة أخرى للذهاب إلى مدينة أميان بفرنسا لزيارة كاتدرائية أميان، كما أتمنى لمن لم يسعد بزيارة هذا الصرح التاريخي العملاق الذي تمتد جذوره إلى العصور الوسطى، أن تسمح ظروفه بزيارة كاتدرائية العذراء أميان، التي تعتبر أطول وأكبر كاتدرائية في فرنسا والعالم.
الجريدة الرسمية