رئيس التحرير
عصام كامل

المطرب اللبناني سعد رمضان: أرفض الركض وراء «الموضة» الغنائية.. والفن الهابط خطي الأحمر

فيتو

  • مقتنع بـ"حبيبتي" وأجهز لـ"عش الزوجية".. وما زلت أٌقيم في قريتي
  • والدتي "أم كلثوم لبنان".. ووالدي "القاسي الحنون"
  • أشعر أني "طاير في السما" بالمشاركة في مهرجان الموسيقى العربية
  • فوجئت بإدراك جمهور الطرب لـ "تفاصيل" الموسيقى

بين امرأة تحمل في حنجرتها أصالة صوت كوكب الشرق أم كلثوم، ووالد له طباعه العسكرية، ولد المطرب اللبناني سعد رمضان، الذي تربى في كنف عائلة تحترم الفن وتقدسه وتعايش تفاصيله بشكل يومي، لينهل من نبع الطرب الأصيل ليخرجه للعالم العربي فيما بعد بأسلوبه الخاص الذي راعى فيه المزج بين الطرب والحداثة في الوقت نفسه.

"فيتو" حاورت سعد رمضان والى التفاصيل:


*كنت قد شاركت في الدورة الأخيرة لمهرجان الموسيقى العربية.. فما كان شعورك ؟
في غاية الحماسة، وبدأت من فترة بالإعداد لمشاركتي لكي أجعلها مميزة، لأكون على قدر المسئولية التي يتسم بها المهرجان، ويمكن وصف شعوري بأني "طاير في السما"، وتلك المشاركة ستحفر بذاكرتي مدى الحياة.

*هل كان الغناء بدار الأوبرا المصرية حلم يراودك، أم لم تكن على قائمة اهتماماتك ؟
هو أول حلم في حياتي، ففي طفولتي كنت أشاهد العندليب عبد الحليم حافظ، وأراه على مسرح دار الأوبرا، ومنه تولدت عندي نبتة الحلم الأول بالوقوف على هذا المسرح لغناء روائع العندليب الذي تأثرت به كثيرًا، والأغاني الطربية التي أميل إليها، لذلك ربما يمكننا القول أن العندليب هو سبب رئيسي في عشقي وحلمي بالغناء على مسرح الأوبرا.

*هل شعرت بالرهبة من الغناء أمام جمهور الأوبرا المعروف بذائقته المختلفة ؟
بالطبع.. جربت الوقوف أمام جمهور مشابه لجمهور الأوبرا في وطني لبنان، وفوجئت بمدى الذائقة الموسيقية الراقية والدراية الفنية التي يمتلكها هذا النوع من الجمهور، حيث ينتبهون لأبسط التفاصيل الموسيقية والنقلات بين المقامات، وهو أمر ليس بالمعتاد في الحفلات الغنائية الحالية مع الجمهور العادي.

*والدتك سوزان غطاس مطربة قديرة، فكيف كان تأثير عائلتك على مشوارك الفني ؟
ولدت في عائلة فنية بامتياز، حيث تفتحت عيوني وأذني على الدنيا من خلال موسيقى الطرب لأم كلثوم وعبدالوهاب والعندليب ووديع الصافي وغيرهم، وربما لوالدتي الفضل الأكبر في تلك الأجواء التي صنعت بمنزلنا، حيث لقبت بـ "أم كلثوم لبنان" وحازت على العديد من التكريمات ولحن لها كبار الملحنين المصريين والعرب، وهو ماجعل عندي خلفية موسيقية طربية جيدة، إضافة إلى تشكيل وعي بطبيعة التعاملات في الوسط الفني وسير عملها، وهو الأمر الذي جعل طريقي في عالم الأغنية يسيرًا إلى حد كبير، فعندما يتربى الفنان في أجواء فنية ويتعلم من صغره الطرب، يبدو كل شئ بعد ذلك سهلا.

*برأيك ماهي معايير النجومية الحقيقية، في ظل وسط فني يتحكم فيه نسب المبيعات والاستماع ؟
النجومية لها عدة عوامل تندرج تحت مفهوم الفنان الشامل، وبالطبع الصوت هو أول تلك العوامل، ولكن لايكفي الصوت وحده، فنحن في عصر الصورة، لذلك على الفنان الاهتمام بمظهره وتجديده بشكل دوري، ثم يأتي عامل الذكاء في الإختيارات، فهو ركيزة أساسية لنجاح الفنان خاصة في ظل عصرنا الحالي بالوطن العربي.
وانا ضد السعي وراء "الموضة" والرائج فنيًا، ولكن يمكن عمل تركيبة تمزج بين الإثنين من خلال انتقاء كلمات وألحان جيدة تنبع من ثقافتنا وتراثنا ورقينا الفني، ثم إضافة لمسات تطويرية غير مخلة بالعمل والقالب الفني الراقي.

*كيف استطعت الموازنة بين الحفاظ على أصالة الأغنية وتحقيق نسب مبيعات واستماع عالية ؟
حاولت المزج بين الأمرين، على ألا يطغى إحداهما على الآخر، حيث أختار كلمات لاتحيد عن الأصالة والرقي والموضوعات الفنية الجيدة، مع استغلال التطور الموسيقى من توزيعات موسيقية وآلالات جديدة، وساعدني في ذلك أني ولدت بين عائلة فنية أصيلة، حيث والدتي مطربة أصيلة وخالي يعمل في المعهد العالي للكونسرفتوار، إضافة إلى أني درست الموسيقى لمدة 12 عاما، وأعمل حاليًا على إعداد الدراسات العليا في الموسيقى.

*تسعي في اغنياتك لاختيار عناوين غريبة، فهل هذا بقصد إثارة فضول الجمهور ؟
بالفعل أنا اقصد اختيار عناوين غريبة، لأن أول مايقع على أذن الجمهور هو عنوان الأغنية، وهذا بالطبع يكمن في قوة الشعر الغنائي المستخدم في العمل.

*أعلنت أنك في علاقة عاطفية مع لبنانية مقيمة بفرنسا، فما هو التأثير الإيجابي والسلبي لوقوع الفنان في الحب.. هل كان للأمر تأثير في الأغاني التي تقدمها ؟
اكتشفت مؤخرًا أن العلاقات العاطفية لها تأثير كبير على الفنان وخاصة المطرب، فعندما وقعت في الحب شعرت أن إحساسي بالأغاني أًصبح مختلف، فعندما أغني للحب أشعر أني أؤدي الأغنية من كل قلبي، وعندما أغني للفراق استحضر في ذهني صورة حبيبتي وأتخيل مدى وقع الإحساس على قلبي لو افترقنا، لذلك اعتقد أن التأثير إيجابي لأنه يمد الفنان بطاقة إحساس عالية وقوية.

*متى يتوج سعد رمضان في قفص الزوجية ؟
(يقول ممازحًا) أتمنى أن يتم هذا قريبًا "بس نخلص البيت".. أقول دائمًا اني لو لم أكن على طريق الفن، لكنت تزوجت بسن أصغر لأني أود إنجاب أطفال بعمر صغير حتى يكبرون معي، فلا يكون فارق العمر بيننا كبيرا، وحقيقة أنوي الأمر بشكل جدي، لأني مقتنع بحبيبتي وأثق فيها وأحترمها، وجميع المواصفات التي أحبها بالفتاة توجد فيها.

*ماهي الخطوط الحمراء في حياة سعد رمضان على الصعيد الفني والشخصي ؟
على الصعيد الفني خطي الأحمر هو "الفن الهابط" فدائمًا اتنقى موضوعات لها قيمة مهما تدهورت الأوضاع الفنية، أما على الصعيد الشخصية فأنا لا أتنازل عن التقاليد والعادات التي تربيت عليها في "قريتي" فأنا ابن قرية لبنانية (ضيعة) واعتز بها كثيرًا، والدليل على تمسكي بتقاليدنا هو أني مازلت أقيم في القرية ولم أغير محل سكني حتى الآن.

*هل عرض عليك دور تمثيلي؟ وإن حصل، أيهما تفضل، السينما أم الدراما؟
عرض على الكثير من الأعمال، ومؤخرًا عرض على بطولة مسلسل لبناني، أعجبتني فكرته ولكن لم يتم الاتفاق للنهاية، واختلفنا على عدة أمور، ولكن تعتبر هذه هي المرة الأولى التي اقرأ فيها سيناريو عمل ويعجبني من الأساس، فلطالما عرضت على أعمال ولكن كنت أرفضها من البداية بدون قراءتها، وأفضل السينما، لأني أعشقها ومعروف عني أني عندما انتهى من عملي وأحظى ببعض الوقت، أذهب فيه إلى السينما فقط.

*ماهي حصيلة الأحلام التي حققتها خلال العام الجاري على المستوى الشخصي والفني ؟
هذا العام تحققت لي عدة أحلام فعلى الصعيد الشخصي قابلت حبيبتي، واشتريت منزل بنفس المكان الذي كنت أحلم بشراء منزل فيه، ثم استكملت دراستي للموسيقى وهو أمر كان يهمني جدًا لأن والدي في فترة من فترات حياتي منعني من استكمال دراسة الموسيقى لأنه يميل للدراسات الجادة البعيدة عن الفن، وقد وقفت على مسرح الأونيكسو وقرطاج ومسارح الإستقلال بالجزائر، وأخيرًا سيتحقق لي حلم الوقوف على مسرح دار الأوبرا.

*من هو قدوتك في الحياة ؟
قدوتي بالفن هو العندليب عبد الحليم حافظ، أما على الصعيد الشخصي فقدوتي هو والدي، حيث أشبهه في كثير من الصفات،على الرغم من قسوته بعض الشئ علينا في طفولتنا، ولكن هذا بسبب شخصيته العسكرية نظرًا لعمله العسكري الجاد، إلا أنه أثر في شخصيتي كثيرًا، وانا مع هذا المزيج في العائلة حيث شخص حنون وآخر قاسي بعض الشئ.


الجريدة الرسمية