رئيس التحرير
عصام كامل

قوى الشر وافتتاحات الأمس!


هياج يصل إلى حدود الجنون ما تفعله فضائيات الشر بعد افتتاحات الأمس بل وحتى قبلها.. حتى تحولت برامجهم إلى كوميديا حقيقية.. فلا تعرف لهم الآن شرقا من غرب.. ولا تعرف أول البرامج من آخرها وكـأن تترات الختام هي مقدماتها والعكس بالعكس!

وبغض النظر عن الاستظراف البارد السخيف من عينة أننا نخرج ضباطنا "لتربية الجمبري" إلا أن هذه الهيستريا تعكس حجم الوجع مما يجري هنا.. ما يعنينا ليس هبل قنوات الشر خصوصا التي تبث من الشارع المواجه لمواخير أنقرة وإسطنبول.. وإنما ما يعنينا هو كيف يفكر أهل الشر الآن؟! خصوصا القائمين على التخطيط لإرباك المشهد في مصر ومعهم بعض الفسدة ممن يعتبرون أن نجاح السيسي فشل وتراجع وحصار لهم. 

كيف يفكرون الآن لإحباط ما تم افتتاحه أمس من مشروعات؟ هل سيكررون ما حدث بعد افتتاح مزارع قناة السويس وارتفعت أسعار الأسماك في اليوم التالي؟ أم أن منع تصدير الأسماك برفع رسوم التصدير سيمنع ذلك هذه المرة؟ أم سيخططون لحادث آخر؟ أم سيصنعون على التواصل الاجتماعي حدثا جديدا يشغل الناس عن افتتاحات الأمس؟!

أيا كان رد الفعل ومهما كانت الخطة فالحل الأمثل لإفشال أي مخطط-بخلاف التصدي الدائم لكل المخططات من شرفاء المصريين ومعهم الأجهزة المعنية- هو عودة نتائج الافتتاحات إلى الناس مباشرة.. أن تهبط أسعار السمك في اليوم التالي أو حتى الثالث.. أن تتوفر منتجات بركة غليون أو عينات منها في كل مدن مصر.. وأن تنخفض أسعار الأسماك سيؤدي ذلك إلى إقبال الناس عليها وهذا سيؤدي إلى انخفاض طلبهم على الدواجن واللحوم وهو ما سيؤدي قطعا إلى انخفاض أسعارها أيضا وهكذا وهو ما يتطلب تنسيقا ذكيا بين التموين وبين الثروة السمكية وغيرها!

نظامنا الاقتصادي ومنذ الانفتاح الاقتصادي ألغي واقعيا قدرة الدولة على التدخل لضبط الأسواق وأصبحت قوانين السوق هي الفاعلة ومن أهم هذه القوانين زيادة العرض على الطلب لتنخفض الأسعار وهكذا وكما يتم الرد عمليا على إعلام الشر ننتظر الرد عمليا على ردود الأفعال المنتظرة أهل الشر!
الجريدة الرسمية