رئيس التحرير
عصام كامل

شكرا لنعي الأطفال السبعة يا سيادة المحافظ!


في حادث كارثي مأساوي صباح أمس الأحد، غرق سبعة أطفال في البحيرة بترعة المحمودية؛ بسبب سوء القيادة وسوء التصرف وسوء أحوال الشوارع، فقامت المحافظ المهندسة نادية عبده بنعي الأطفال الشهداء وقررت صرف 5 آلاف جنيه لكل أسرة وجاء على لسانها أنها:

"أبدت استياءها الشديد من حالة الإهمال لدى بعض سائقي مركبات "التوك توك" في الشوارع والأروقة التي تربط بين الزراعات والقرى، والتي تنأى عن مجال الرقابة المرورية تكلفنا أرواح أطفال أبرياء لا ذنب لهم، مؤكدة أنها لن تقف صامتة أمام هذا الإهمال"!

السؤال: إن كانت محافظ البحيرة تبدي استياءها.. فماذا يمكن أن يفعل الأهالي؟ وإن كانت محافظ البحيرة بنفسها تتحدث عن "حالة الإهمال لدى سائقي التوك توك فماذا يمكن أن نفعل نحن؟ وإن كانت المحافظ تعترف بما سمته "الزراعات والقرى التي تنأى عن الرقابة المرورية".. فماذا يمكن أن يقول أهالي الضحايا؟!

للأسف وحتى اللحظة لم نعرف أو نسمع عن انعقاد اجتماع عاجل في البحيرة لبحث أمر التوك توك وخطره ولا صدر أي قرار عن مرور البحيرة وطبعًا لم ينعقد اجتماع للحكومة لبحث الأمر ولا أي وزارة منها، ولم يتحدث نائب واحد عن ضرورة تنظيم التوك توك وتشديد غرامات تجاوزاته في قانون المرور الجديد، ولم يحدث أي رد فعل عملي وحقيقي عن الجريمة!

البحيرة حزينة.. والأطفال وتلاميذ المدارس الأكثر حزنًا والشكوى من التوك توك وسلوكيات أصحابه ومخاطره لا تتوقف.. ويومًا بعد يوم تتزايد الدهشة من عدم اقتراب يد الحكومة من ملف التوك توك رغم اتصاله بعدد كبير من جرائم الخطف وتجارة المخدرات والمشاجرات وغيرها.. ونبقى في الدهشة حتى إشعار آخر نعرف منه أن الحكومة قررت فتح ملف خطير وقررت أيضًا إراحة الناس منه!
الجريدة الرسمية