رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي في لقاء الإعلاميين الأجانب والمصريين: لست متطلعًا لسلطة.. لا يستطيع رئيس مصري التفريط في شبر منها.. مياه النيل حياة أو موت وقادرون على حماية أمننا القومي.. أقدم كشف حساب عما أنجزته

فيتو

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لقاء مع مجموعة من الإعلاميين والصحفيين الأجانب والمصريين، على هامش منتدى شباب العالم المنعقد بشرم الشيخ، متناولا الشأن الداخلي المصري، وخوضه للانتخابات فترة ثانية، وعلاقات مصر، وقضية المياه، متعرضا لأزمة الإرهاب وقضايا الشرق الأوسط


الشأن السعودي
وأكد الرئيس السيسي أنه يثق تماما في قيادات السعودية، وفي قدرتها على التعامل مع الأوضاع الداخلية وإدارة الأمور بحكمة، قائلا: "أثق في قيادات المملكة ولا يمكن أن يتم عمل لديهم إلا وفقا للقانون"، والوضع فيها مستقر وتحت السيطرة تماما، وذلك ردا على سؤال من محطة "بي بي سي" حول وجهة نظر الرئيس إزاء التطورات في السعودية لمكافحة الفساد.

تحديث الجيش
وأكد الرئيس السيسي أن مصر سعت لزيادة قدرة جيشها والحصول على أسلحة حديثة لمواجهة الخلل في التوازن الإستراتيجي الذي حدث في المنطقة العربية، مع الصراعات في سوريا وليبيا واليمن، ولمواجهة ما تتعرض له مصر من عمليات إرهابية، كونها تحارب الإرهاب نيابة عن العالم.

وقال الرئيس ردا على سؤال من وكالة أنباء اسيوشيتد برس الأمريكية حول ما أبرمته مصر من صفقات لشراء أسلحة متطورة، إنه كلما تطورت الأمور بالنسبة لداعش في سوريا والعراق، كان هناك تحرك متوقع للعناصر الإرهابية إلى منطقة أخرى فيها ظروف مواتية لها، أو ميليشيات مسلحة، وبالتالي لا بد أن تكون القوات المسلحة جاهزة لمواجهة أية عناصر إرهابية تتسلل عبر الحدود، وأضاف أن الدول الأوروبية أصبحت تدرك ما يمثله عدم الاستقرار في ليبيا على أمنها.

قدرات للمواجهة
وأكد السيسي على ضرورة أن تكون لدينا قدرات عسكرية لمواجهة الخلل الذي حدث بالمنطقة وأيضا لمواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أنه كلما تطورت الأمور في اتجاه التخلص من داعش في سوريا وليبيا والعراق يكون تواجدهم في المنطقة الغربية وسيناء، منوها بأن هناك جهدا كبيرا يتم لتأمين الحدود على طول ١٢٠٠ كم، بالاستعانة بالقوات الجوية، لافتا أن الوضع في سيناء حقق نجاحا باستمرار، مع الحرص على ألا يتعرض المدنيون الأبرياء لأي ضرر أثناء هذه العمليات.

حادث الواحات
وعن حادث الواحات الأخير، أكد الرئيس أنه كان لا بد من تصفية الموقف في هذه المنطقة، والبؤرة التي نفذت العملية الأخيرة تم تصفيتها إلا شخصا واحدا، تم ضبطه حيّا وسيتم الإعلان عن هذا إعلاميا مع بث اعترافاته، وهو الشخص الوحيد الباقي من الـ ١٤ إرهابيا.

أوضاع سوريا والعراق واليمن
وقال الرئيس السيسي: إن ما حدث في السنوات السبع الماضية خرجت العراق وسوريا وليبيا واليمن من المعادلة بشكل أو بآخر وبالتالي حدث خلل في التوازن الإستراتيجي في المنطقة، ولا يجب أن يحدث فراغ يؤثر على أمننا واستقرارنا، وبالتالي كان لابد أن تكون لدينا معدات عسكرية لمجابهة الإرهاب الذي نري أنه لا ينحصر في المنطقة حتى بعد حملة استمرت ٣ سنوات في سوريا والعراق بتحالف من أقوى دولة في العالم وبالتالي لابد أن نكون قادرين على التعامل مع الخطر المباشر على مصر.

واستكمل: إنه لابد أن تكون لدينا قدرات عسكرية تعادل الخلل الذي حدث في المنطقة وأيضا لمواجهة الإرهاب، وكلما نجحت الأمور في سوريا والعراق للقضاء على الإرهابيين ستتحرك هذه العناصر وسيلجأون إلى منطقة أخرى فيها ظروف ضعيفة وهناك ميليشيات متطرفة بالفعل ويبدأ تحركهم إلى دول الجوار وإلى أوروبا.

القضية الفلسطينية
وبالنسبة لدور مصر في تحريك القضية الفلسطينية، قال الرئيس السيسي إن دور مصر ثابت لإيجاد حل يحقق للمواطن الفلسطيني الأمن الذي تأخر كثيرا والمصالحة كانت أحد العناصر المهمة لاستئناف عملية السلام، لأن التحرك في عملية السلام يحتاج عودة الأمور إلى ما قبل ٢٠٠٥ بأن تكون الضفة والقطاع غزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وتفتح المعابر مرة أخرى لتخفيف الضغط على سكان القطاع في غزة وحتى لا يتزايد حالة التطرف في غزة.

وتابع: لا يتصور أن يقدم أحد مترا من أرض مصر ولا يمكن حل القضية على حساب مصر ولا أستطيع أنا أو غيري التفريط في متر من أرض مصر وشعب مصر لن يسمح لأحد بذلك، ومن يفكر في ذلك سيترك السلطة فورا والقوات العسكرية موجودة لحماية أرض مصر و١٢٠٠ كيلومتر.

وأضاف: "أتصور أن تكون هناك مبادرات لحل القضية الفلسطينية في إطار الأراضي الفلسطينية والمرجعيات الدولية ولن يكون الحل على حساب مصر أو غيرها".

صفقة القرن
وأضاف الرئيس أن صفقة القرن تهدف إلى تحقيق الأمل الذي تأخر طويلا للمواطن الفلسطيني، متابعا: "كنا نرى أن المصالحة خطوة للتحرك صوب السلام، وكان من الطبيعي عودة الأمور كما كان الحال ٢٠٠٥ وأن تسيطر السلطة الفلسطينية على المعابر، وتحركنا في هذا لتهيئة المناخ وحتى لا يتزايد التطرف في قطاع غزة".

كشف حساب
وواصل الرئيس، أنه سيقدم خلال الشهرين المقبلين كشف حساب حول ما تم إنجازه خلال الفترة الأولى من الرئاسة، وبعد ذلك سيتم التفكير في الترشح لفترة ثانية.

وأضاف: "إن رد فعل المصريين إزاء كشف الحساب هو الذي سيحدد إذا ما كان سيترشح لفترة ثانية، وأي تحد مهما كان حجمه نحن قادرون على مواجهته ما دام هناك اصطفاف مصري، وفي حالة عدم وجود هذا الاصطفاف سأشعر بالقلق".

العلاقات مع إيطاليا
وأكد الرئيس السيسي أن مصر حكومة وشعبا حريصة على دعم العلاقات مع إيطاليا، وهي أول دولة في العالم ساندت مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو، كما تربطها علاقات اقتصادية وثيقة بمصر، قائلا: إن مصر حريصة على كشف غموض قضية الباحث الإيطالي ريجيني بكل الشفافية، وبالتعاون بين القضاء المصري والإيطالي، وأشار إلى أن حادث ريجيني وقع أثناء وجود وفد اقتصادي إيطالي في مصر والذي قطع زيارته بعد الحادث مما يثير التساؤلات.

العلاقات المصرية الروسية
وأكد السيسي أنه ليست هناك علاقة بين عودة السياحة الروسية إلى مصر وبين إقامة محطة الضبعة النووية، وأنه يقدر تماما الموقف الروسي في قضية السياحة وحرص القيادة الروسية على سلامة مواطنيها، قائلا: إننا لم نلح على هذه العودة، ونقول إن أي دولة تريد الاطمئنان على مواطنيها الذين يريدون القدوم لمصر للسياحة فليأت ممثل لها ليشاهد الإجراءات الأمنية القوية في المطارات المصرية.

وأوضح الرئيس أن هناك جهات تعمل على الإضرار بمصر بضرب السياحة التي تعد مصدرا مهما للدخل القومي، ويمكن رصد ذلك على مدى ٣٠ عاما مضت، حيث إن أي عمل إرهابي واحد يؤثر سلبا عليها، مضيفا أن الدولة لن تسمح بحدوث ذلك وهز الاقتصاد المحلي، لأن الاقتصاد المصري لن يعتمد مستقبلا على السياحة.

قضية المياه
وشدد الرئيس السيسي على أن مصر تنظر إلى قضية مياه النيل باعتبارها مسألة حياة أو موت، وهي خط أحمر بالنسبة لأمنها القومي، وذلك ردا على سؤال حول سد نهضة، وقال:"إننا نعتمد على أنفسنا لتحقيق أمننا القومي".

العلاقات المصرية الفرنسية
وعن منطقة قناة السويس، قال الرئيس إنها ذات قانون خاص وعرضنا أن تكون هناك منطقة للجانب الصيني ومنطقة للجانب الروسي، مشددًا على أن مصر النافذة الطبيعية لأفريقيا من خلال موقعها. منوها بأن العلاقات المصرية الفرنسية تشهد تطورًا مستمرًا ونحرص على هذه العلاقة وتطويرها بشكل مستمر.

مصر في حرب
واستكمل: إن الإرهاب أخطر آفة، ونتحمل تكلفة مالية كبيرة في مواجهته، وأكبر من تكلفة الحرب النظامية، كاشفا أنه تم تدمير أكثر من ١٢٠٠ سيارة، وبالأمس تم تدمير ١٠ سيارات محملين بالأسلحة وأفراد وذخائر، مطالبا وكالات الإعلام الأجنبية بإدراك أن مصر في حرب نيابة عن العالم تتعامل خلالها بشرف.

أمن الخليج
وعن ما حدث في المنطقة خلال السنوات الماضية، قال الرئيس إنه خلّف إشكاليات وتحديات، وأن الأمن القومي العربي والخليجي من أمن مصر وأي تهديد له تهديد لأمن مصر التي هي مع أشقائها في الخليج، ويجب على الآخرين أن يكونوا حريصين على عدم التدخل في شئوننا أو ما يمُس استقرار الأوضاع في السعودية والكويت والإمارات والبحرين.

الأزمة القطرية
وقال الرئيس: «إن موقفنا من قطر ومطالبنا واضحة، فالدول الأربع مستمرة في مواقفها حتى تحقيق مطالبها.

العمليات الإرهابية
وعن استقرار الوضع الأمني في مصر، قال الرئيس إن مصر آمنة وأي دولة في العالم تريد الاطمئنان من سلامة الإجراءات الأمنية لدينا نرحّب بها، مُشددًا على أنه يتم التحرك لجعل موضوع الأمن والاستقرار ليس من أجل عودة السياحة الروسية فقط، وإنما لجعل بلدنا مستقرة، لافتا إلى أن هناك عمليات إرهابية تحدث في دول أخرى ولا يتم التعامل معها إعلاميًا مثل التعامل مع ما يحدث في مصر.

مواجهة الإرهاب
وعن مواجهة الإرهاب أوضح الرئيس السيسي أن هناك نجاحًا كبيرًا يتحقق يوميا في مواجهة الإرهاب في سيناء، مع الحرص على أمن المواطن البريء، فمواجهة الإرهاب في سيناء لن تكون على حساب الأبرياء، والأمور تتحسّن كثيرًا.

تدشين قناة إعلامية
وكشف السيسي، إن مصر تسير في اتجاه تدشين قناة إعلامية كبرى على غرار سكاي نيوز والعربية، وهذا الأمر سيستغرق وقتا، مستكملا: إن سياستنا الخارجية تتسم بكثير من الصبر والهدوء، ونحرص على أن يعيش المصريون بأقل حجم من القلق.

حرب 67
وطلب الرئيس من الإعلاميين والصحفيين والكتاب ووسائل الإعلام أن يضعوا صورة كاملة لحقيقة الأوضاع أمام الشعب، وقال إن مصر عاشت 7 أعوام من الثورة، والإنتاج توقف فترات طويلة، وهي تسير الآن وفق خطة تنمية طموحة، مطالبا بتذكر ما حدث أيام حرب 67، حين كان الاقتصاد "اقتصاد حرب"، ونحن لم نفعل ذلك الآن، وأكمل: "هناك تحسن ملحوظ وكبير في الاقتصاد المصري وهناك مشروعات كثيرة في الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكى سيتم افتتاحها الشهر المقبل".

دمج الأحزاب
وقال الرئيس السيسي لا أتطلع لسلطة وأسعي أن تمر البلد بسلام، مطالبا الإعلاميين بإطلاق دعوة لدمج الأحزاب في عشرة أحزاب أو خمسة عشر حزبا، وأضاف أن مسألة الإرهاب كبيرة جدا وما يهمنا الدفاع عن أنفسنا.

وعن حرية الإعلام أشار الرئيس إلى أنه حريص على عدم التعرض للإعلام، خاصة أن الرأي العام في مصر قادر على الفرز.

الخطاب الديني
وقال الرئيس السيسي، إن مسألة الإرهاب كبيرة جدا وما يهمنا الدفاع عن أنفسنا، مشددا على أن تجديد الخطاب الديني تحتاج قناعات ولو وجدت لن يستغرق أمر تجديد الخطاب الديني وقتا طويلا، تجربة مصر تجاه ذلك مختلفة وستكون تجربة جديرة بالرصد والتحليل.

حروب الجيل الرابع
وقال الرئيس السيسي إننا نخوض حربا جديدة، وهي حرب "الجيل الرابع"، كاشفا: "المكان الذي تمت فيه حادثة الواحات لم يكن فيه اتصالات"، متسائلا: "كيف يمكن إصدار بيانات سليمة ونحن لا ندري كافة المعلومات"، مطالبا بمراعاة الدقة أثناء التعامل مع أحداث العنف.

وفيما يتعلق بمسألة الترشح للانتخابات أكد الرئيس، أن التجربة خلال السنوات الماضية كانت قاسية وخلقت أمرا في غاية الأهمية وهي فقدان الثقة، مشددا: "أنا لا أتطلع لسلطة والأحزاب كتير".

تعديل الإعلان العالمي
وقال الرئيس السيسي إن كل المدن الجديدة التي يتم تنفيذها حاليا في مصر، تكون وفقا للمعايير العالمية، وتم الوضع في الاعتبار الاشتراطات الخاصة بذوى القدرات الخاصة.

وأضاف الرئيس أن مصر ستتحرك في موضوع تعديل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كي يشمل مواجهة الإرهاب كحق من حقوق الإنسان.

"العلاقات المصرية - الأمريكية
وعن العلاقات "المصرية - الأمريكية"، قال السيسي إنها طيبة، منوها بأن رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال عاد إلى مصر بعد زيارة رسمية لواشنطن.
الجريدة الرسمية