رئيس التحرير
عصام كامل

عوامل فشل إستراتيجية ترامب الجديدة تجاه إيران «تقرير»

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تواجه الإستراتيجية التي وضعها الرئيس دونالد ترامب لمواجهة إيران وإعادة التفاوض بشأن اتفاق نووي لعام 2015، العديد من العوامل المتعلقة بإمكانية تعرضها للفشل الهائل، وتتطلب سلسلة من الرهانات الكبيرة لتسديدها في وقت قصير؛ لتجنب ذلك الفشل.


دفع الكونجرس
وبحسب شبكة «بلومبرج» الأمريكية، فإنه يتعين على الكونجرس أن يوافق على إصدار تشريع لتشديد بنود الاتفاق، والتعامل مع الحلفاء الأوروبيين الذين لا يرغبون في تعديل اتفاق النووي مع إيران، وبحاجة إلى تغيير نظرتهم.

وتواجه أمريكا المخاطرة بالعزلة عن حلفائها الأوروبيين، ونفوذها الخارجي لديهم؛ بسبب محاولات إجبارهم على التماشي مع وجهة النظر الأمريكية حول ضرورة تعديل الاتفاق النووي، وهو ما يقضي بأنه في حال انسحابها من الاتفاق النووي بأزمة دبلوماسية كبيرة بينهم.

دعم الحلفاء
وقال مايكل سينغ، المدير السابق السابق لشئون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، والداعي إلى تعديل الاتفاق النووي، أن أكبر تحد سيكون الحصول على دعم الحلفاء بجوار أمريكا، وقال: «أن الدبلوماسية في تلك الحالة ستقع عليها مهمة صعبة».

وقال ترامب في كلمته، أمس الجمعة، أن هناك نهجا منذ أشهر في إعادة صياغة الاتفاقية، الأمر الذي وعد بها، وتماشيا مع اعتقاده بأن الاتفاق النووي، الذي تم التوصل إليه في ظل سلفه باراك أوباما، كان ضيقا جدا في نطاقه وشجع إيران فقط على رعاية الجماعات الإرهابية ومواصلة الصواريخ الباليستية.

وأوضح ترامب: «إنني أحث حلفاءنا على الانضمام إلينا في اتخاذ اجراءات قوية للحد من استمرار السلوك الخطير والمزعزع للاستقرار في إيران». وأضاف: «لن نواصل السير على الطريق الذي يمكن أن نتوقع أن يكون المزيد من العنف والمزيد من الإرهاب والتهديد الحقيقي جدا لاختراق إيران النووي».

وستكون محطة ترامب الأولى هي الكونغرس والأخطر أيضا، في رفضه التصديق على أن إيران تمتثل لتشريع عام 2015 الذي يستعرضه الاتفاق، ولذلك فإنه يطلب من المشرعين النظر في فرض عقوبات جديدة صارمة على إيران، وستدخل هذه الاجراءات حيز التنفيذ تلقائيا، إذا فشلت إيران في فرض قيود أكثر صرامة على تطوير مشروعاته النووية ورعاية الإرهاب وتخصيب اليورانيوم.

وجاء ذلك على الرغم من بيان مشترك لرئيس الوزراء البريطاني تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التأكيد على التزامهم الاتفاق الذي وصفوه بأنه «خطوة كبيرة نحو ضمان أن برنامج إيران النووي وعدم تحويل لأغراض عسكرية».

ولكن على الصعيد المحلي، يمكن للكونجرس ببساطة أن يفشل في تمرير مشروع القانون المغلظ ضد إيران، أو أن المحافظين يمكن أن يدفع إلى إعادة فرض عقوبات دون انتظار. وعلى الصعيد الدولي، يمكن للحلفاء الأوروبيين الانضمام إلى إيران وروسيا والصين في المضي قدما في الاتفاق بغض النظر عن الولايات المتحدة.

التهديد العسكري
وفي أسوأ الأحوال، هناك تهديد للقوة العسكرية الأمريكية بإخراج البرنامج النووي الإيراني- إذا كان ذلك ممكنا أو يقل إلى الحرب الاقتصادية: يتعين على الدول الأوروبية، جنبا إلى جنب مع الصين وروسيا والشركاء التجاريين الإيرانيين الآخرين، أن تختار بين التعامل مع طهران أو الاحتفاظ بإمكانية الوصول إلى النظام المالي الأمريكي.
الجريدة الرسمية