رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل نحن قادرون على صنع عبور جديد بإعلامنا؟!


أدرك أن المجلس الأعلى للإعلام برئاسة الزميل مكرم محمد أحمد والهيئة الوطنية للصحافة بقيادة الزميل كرم جبر ونقابة الصحفيين ونقيبها الزميل عبد المحسن سلامة يبذلون جهودًا مضنية لتحسين أحوال الصحفيين والنهوض بالمؤسسات الصحفية القومية لتمكينها من استعادة مكانتها المستحقة.. لكن الجماعة الصحفية كلها مطالبة اليوم بجهد أكبر للوصول للقارئ واستمالته نحوها من جديد، وعلى الحكومة ألا تغضب من الصحافة إذا مارست دورها الصحيح في إبراز السلبيات دون تهويل وتسليط الضوء على الإيجابيات دون إفراط في المديح، فالصحافة القوية تخلق حكومة قوية في ظل ضعف المعارضة السياسية وغياب أي دور فعال للأحزاب وتخلق بالدرجة ذاتها مجتمعًا نشطًا ينبض بالحياة ويتسم بالقوة في ظل نظام سياسي يقوم على التعددية وينادي بحرية الرأي والتعبير.


أما الصحافة الخاصة فهي مطالبة بمزيد من الموضوعية والاعتدال في نقد أداء الحكومة، وكما تنشر سلبياتها فلا بد أن تعترف بإيجابياتها متى أجادت وأحسنت؛ انحيازًا للحقيقة ولمصالح الدولة وحدها، والتحرر من الأغراض والأجندات الخاصة بمموليها.

صحافتنا كلها-قومية وخاصة- مطالبة بالانفتاح على العالم واستلهام تجاربه الناجحة المؤثرة، ومد أواصر التعاون مع مراكز الدراسات ومنظمات المجتمع المدني..

حان الوقت لاستلهام روح أكتوبر في كل مؤسساتنا، وفي القلب منها الصحف والإعلام، مطلوب عبور جديد قبل أن تموت الصحف واقفة في مكانها، ومتى أحس القارئ أنها تعمل لصالحه وتتبني قضاياه بصدق وموضوعية فسوف يعود إليها، وعلى الحكومة أن تهيئ المجال لذلك بسرعة إصدار قانون حرية تداول المعلومات لتسهل محاسبة المخطئين المتجاوزين وتوفير مناخ من الشفافية والموضوعية، وعلى المؤسسات المسئولة عن الإعلام والصحافة أن تبادر طواعية لتنقية المجال من الشوائب والتجاوزات والأخذ على أيدي المتجاوزين من أبناء المهنة لتفويت الفرصة على أعداء الحرية والصحافة المتربصين بها..

وحسنًا ما فعله المجلس الأعلى للإعلام بمنع ظهور المثليين والشواذ على الشاشات أو صفحات الصحف.. وننتظر المضي قدمًا في تحسين أحوال المهنة وأبنائها من جميع الجوانب المادية والمهنية حتى تسترد صاحبة الجلالة عافيتها ومصداقيتها، وحتى يتوقف نزيف الخسائر الذي يهدد أسر آلاف العاملين في الصحافة.. فهل نحن قادرون على صنع عبور جديد بإعلامنا وصحافتنا على غرار العبور العظيم في أكتوبر 1973؟
Advertisements
الجريدة الرسمية