رئيس التحرير
عصام كامل

تعرض الأطفال لمركب «ديوكسين» الكيميائي يعرضهم لخلل هرموني

فيتو

حذر باحثون بإحدي الجامعات اليابانية من أن تعرض المرأة الحامل لمركب "الديوكسين" الكيميائى – وهو مركب شديد السمية – يزيد من مخاطر معاناتها من خلل هرمونى، وينتقل هذا الخلل إلى الأجنة ليبصحوا الأكثر عرضة للمعاناة من العيوب الخلقية، السرطان، وإضطرابات في النمو العصبى، فضلا عن انتقال هذا الخلل الهرمونى عن طريق الرضاعة الطبيعية إلى أطفالهن في حال تعرض الأمهات لهذا المركب السام.


إستخدم هذا المركب الكيميائى السام في تصنيع المبيدات الحشرية للأعشاب في الولايات المتحدة خلال الفترة من عام 1717 – 1962، كما تم استخدام " الديوكسين" خلال الحرب الأمريكية على فيتنام، ليتم بعد ذلك إستخدامه في مختلف الأنشطة الزراعية والصناعية.

وللمرة الأولى، كشف الباحثون في جامعة "كانازاوا" في اليابان، عن التأثيرا لضار للتعرض لمركب"الديوكسين" الكيميائى السام على النساء والرضع على حد سواء.. وقال الباحث الرئيسى، "تيروهيكو كيدو"، تعد المناطق الساخنة التي شهدت أعلى مستويات لمركب" الديوكسين" في جنوب فيتنام، هي من أكثر المناطق تلوثا في العالم.. مضيفا، أنهم يعرفوا أن التعرض "للديكوكسينات" له تأثير ضار على الهرمونات، ولكن أرادوا معرفة ما إذا كان هذا تم تمريره عبر الأجيال وفرص تعرض الأطفال للخطر في هذه المناطق.

وأدى استخدام هذا المركب إلى تكون ما يسمى مناطق ساخنة شديدة التلوث، لتواجد تركيزات مرتفعة من المواد الكيميائية السامة من تتراوحت نسبتها مابين 2 إلى 5 أضعاف خاصة في المناطق المتضررة في جنوب فيتنام، مقارنة بالمناطق الغير ملوثة.. وتصنف "الديوكسينات" على كونها من المواد الكيميائية التي تعمل على تعطيل عمل الغدد الصماء – فهى تتداخل في كيفية إرسال الإشارات الهرمونية بعضا إلى بعض حول الجسم.

وأكدت الأبحاث الطبية الحديثة على تورط المواد الكيميائية لهذا المركب السام في اختلال وظائف الغدد الصماء لترتفع فرص الإصابة بين الأجنة بالعيوب الخلقية، السرطان وإضطرابات النمو العصبى.. وقد وجد أن "الديوكسينات"، على وجه الخصوص، لها تأثير ضار على هرمون يسمى"ديهيدرو بياندروستيرون"(ديا)، المسئول عن السمات الذكورية والإنثوية في البشر، مما يؤدى إلى مشكلات صحية وتشوه.

وقام الفريق البحثى بإجراء أبحاثهم على 104 سيدة مع أطفالهن حديثى الولادة، تم إختيارهن من منطقتين وقعت الأولى في شمالى فيتنام التي لم تحتلها القوات الجوية الأمريكية، ومنطقة "هوا"الصناعية حيث خزن الجيش الأمريكى مايقرب من 50 % من احتياجاتهم من مركب"الديوكسين"السام، لتقع 4 تسريبات على الأقل بين عامى 1969 – 1970.. وقد حلل الباحثون مستويات "الديوكسين" في حليب الأمهات إضافة تليل عينات غير غازية من لعاب الرضع للكشف عن مستويات المركب.

وأظهرت النتائج – التي نشرت في عدد سبتمبر من مجلة" سسينس أوف ذي توتال إنفيرونمنت" الطبية- زيادة ثلاثة أضعاف في مستويات مركب "الديوكسين"الكيميائى في المناطق الساخنة في فيتنام التي شهدت استخدام هذا المركب من قبل القوات الأمريكية، مقارنة بالمناطق الغير ملوثة في فيتنام.. وينتقل المركب من الام إلى الطفل عن طريق دم الحبل السرى والرضاعة الطبيعية.
الجريدة الرسمية