رئيس التحرير
عصام كامل

مثقفون يناقشون صراعات مصر و فتح الأزهر لغير المسلمين.. «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استضاف المجلس الأعلى للثقافة ندوة "المتغيرات الثقافية الحديثة" للصالون الثقافي العربي،، مساء أمس الخميس، بحضور مجموعة من المثقفين والكُتاب، ومنهم: الدكتور جابر عصفور، الدكتور مصطفى الفقي، الكاتبة فاطمة ناعوت، الكاتبة فريدة الشوباشي، عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، المؤرخ محمد عفيفي، الفنان جلال الشرقاوي، الباحث نبيل عبد الفتاح، وجورج إسحاق.


وأعلن الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية، في بداية الندوة، أن المكتبة ستعمل على استضافة جلسات الصالون الثقافي العربي في مقرها، قائلا: "لدينا ما نسميه الصالون الثقافي، فرأيت أن ندمجه ونستثمره في التزاوج مع الصالون الثقافي العربي، بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، حتى لا يفقد قيمته وشغفه، وتعقد الجلسات في مقر المكتبة الرئيسي إضافة إلى مقراتها المختلفة في المحافظات، مثل بيت السناري في القاهرة".

ثم تحدث "الفقي" عن الصراع بين الدولة والدين، قائلا: إن المجتمعات المختلفة واجهت نفس التحدي بين التيارات الدينية المتحفظة والمنفتحة على العصر، وما جرى في مصر ليس ظاهرة فريدة.

5 أسباب للصراع
وأضاف "الفقي"، أن الصراع في مصر بين المدنية والدينية يختلف في ٥ نقاط، وهي أولا: لم تعان المجتمعات من غياب وحدة المصادر التعليمية، أي وجود تعليم ديني ومدني في مصر، مشيرا إلى أن تعدد التعليم في مصر نقمة كبيرة.. ثانيا: المجتمعات الأخرى وجد فيها ضوابط قانونية يمكنها وقف الصراع، ولكن لا يوجد في مصر أي قوانين تكبح جماح السلطات الدينية.

ثالثا: عدم القدرة على تنحية المؤثر الديني، أي الأخذ بمعيار الحلال والحرام وليس بمعيار القانون، لذلك فالعقل العربي مكبل ومقيد بتلك التعاليم، فالعرب جميعًا يبدأون قراءاتهم بالكتب الدينية، لذلك يخرجون إلى حياتهم تحت سلطة المؤثر الديني الذي ينتج عنه تأنيب ضمير تلقائي.

رابعا: انحياز موقف السلطة؛ حيث استسهلت السلطة الموقف عمومًا، وفضلت عدم خوض الصراع مع المؤسسات الدينية، وحاليا تدفع الثمن.. خامسًا: لماذا لا يفتح الأزهر أبوابه لغير المسلمين، فلا يوجد أي مكان في العالم يقصر فيها التعليم على ديانة واحدة.

ظل الله على الأرض
فيما قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق: إن يوم افتتاح الجامعة المصرية، في ٣١ ديسمبر ١٩٠٨ هو الحد الفاصل بين ثقافة المشايخ والأزهر، وزمن التعليم الحديث، قائلا: "عندما نتأمل مصر، نجد أننا أمام متضادين من الثقافة: التقليدية متمثلة في الدين والأزهر والثقافة المغايرة أي الحديثة.

وأضاف "عصفور"، أن التعليم الأزهري يسعى لترسيخ مفهوم الدولة الدينية والتي تعتمد على أن رجل الدين هو ظل الله على الأرض، أما التعليم الحديث فهو يبث مفهوم الدولة الحديثة التي تعتمد على المفهوم الغربي، وأول تضاد بين التعليميين كان أثناء الحرب العالمية الأولى؛ حيث تحرشت الجامعة الأزهرية بالحديثة، لاختلاف بين الشيخ محمد المهدي وطه حسين؛ حيث يمثل المهدي عقلية الأزهر، ويمثل طه حسين العقلية الحديثة.

وتابع: الغريب في الأمر أنه بعد مضي سنوات عديدة ظلت تلك الثنائية قائمة؛ حيث تتكرر من جيل لآخر بأسماء مختلفة وأشكال مغايرة، إلا أنها ما زالت مستمرة"، مؤكدا أن الثقافة في مصر قائمة على تعدد الثقافات، ولكنها تعددية "عدائية ضدية".

وأكد "عصفور" أنه في ظل تلك التعددية في الثقافات والتعليم، ينتصر النموذج الأزهري أي التقليدي بتأثيره على العامة، قائلا: "نحن كمثقفين ننتمي إلى الثقافة الحديثة التي تطالب بدولة مدنية، في مقابل مجموعات يتزعمها الأزهر حيث يطالب بالنقيض التقليدي".

مناهج موحدة
فيما قال جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: إن مصر لا يمكنها إنهاء الصراع بين الدين والثقافة والتقليدية والحداثة، بدون إنهاء ازدواجية مصادر تعليم في مصر؛ حيث كل جامعة ومدرسة تدرس مناهج تعليمية مختلفة عن الأخرى، مؤكدًا أنه لا يوجد دولة في العالم تتعدد فيها مصادر التعليم مثلما يحدث في مصر، وهو ما ينتج عنه خلل في ثقافة الشعب، مؤكدًا أن مناهج الأزهر تختلف عن مناهج التعليم الجامعي الحديث ما يؤدي لاختلاف في طريقة تفكير شباب الجيل الواحد.

وأشار "جورج" إلى أن مناهج التعليم الأزهرية تكفره، قائلا: "أنا أول واحد بيتم تكفيري في مناهج الأزهر".

مشروع تنويري
أما عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، فقال: إن الصراع بين الدين والدولة، والتقليدية والحداثة، يمكن حلها من خلال قبول الآخر، مؤكدًا أن السبب الرئيسي في استمرار الصراع بين الدين والحداثة، هو وجود مشروعات بائسة ومحاولات لا يكتب لها النجاح، قائلا: "ما دُمنا لا نملك هذا المشروع فسنظل نتخبط بين الدولة الدينية والمدنية".

أزهر مفتوح للجميع
وفي الختام طالب الدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية، بفتح أبواب الأزهر لتعليم جميع الأديان وليس الإسلام فقط، قائلا: "سافرت لجميع الدول ولم أجد أي مكان في العالم يقصر فيها التعليم على ديانة واحدة، فلماذا لا يفتح الأزهر أبوابه لغير المسلمين؟!".
الجريدة الرسمية