رئيس التحرير
عصام كامل

الحرب على قطر


مصر وليبيا والسعودية والإمارات والبحرين وسوريا واليمن لديهم من الوقائع والأدلة على التورط القطري في عمليات إرهابية، طالت استقرار كل هذه الدول، والعالم كله يرى على فضائية الجزيرة متورطين في العنف يستقبلون ويقيمون وسط أجواء احتفالية ويتلقون الدعم المادي والمعنوي، فما الذي يمنع كل هذه الدول للقيام بعمل عسكري ضد الدوحة على اعتبار أنه لا فرق بين الدوحة وتنظيم داعش الإرهابي ؟

إذا كانت هذه الدول تتمتع بسيادة على أراضيها وإذا كانت كل هذه الدول من حقها أن تحمي شعوبها من نار الإرهاب وفتنة الفوضى وإذا كانت حكومات هذه الدول تستمد شرعيتها من واقع حمايتها لأمنها القومي وإذا كان التقصير في أداء هذه الرسالة يسقط عنها الشرعية، فإن الاتجاه الوحيد الذي يحافظ على شرعية هذه الأنظمة هو مواجهة الإرهاب أينما كان، وأينما حل وأينما وجد والسكوت أكثر من ذلك يعني التفريط وفقد الشرعية.

لا يمكن لكل هذه الدول أن تعتمد على طريق واحد وهو الحوار خاصة وأن الطرف الآخر يقوم بدور لصالح الإسرائيليين والأمريكان وغيرهما من الأطراف الساعية إلى تفكيك المنطقة كلها، ولذا فإنه يرفض فكرة الحوار من أصلها بل ويفرض شروطه، وحدود علمي أنه لا تفاوض مع إرهابى سواءً كان داعما بالمال أو بالكلمة أو بغيرهما، فالقضية الحقيقية هي قدرة هذه الدول على اتخاذ قرار مستقل بالمواجهة.

عندما غزت العراق الكويت تحرك العالم كله وها هي الدوحة تعبث بأمن المنطقة كلها دون تحرك واضح من المؤسسات الدولية التي تعتمد في تحركها على الممولين الكبار ومصالحهم ومصالح الكبار لا تزال تصب في مصلحة قطر التي تقوم بدور العميل وبإخلاص شديد دون وازع من الضمير الإنسانى ولا الإحساس القومى بما تعانيه منطقتنا، والدوحة كما هي تعاند وتكابر وتستمر في طغيانها وكأنها دولة عظمى.

أتصور أنه لا بد من خيار آخر غير الذي فشلنا فيه على مدار الشهور القليلة الماضية.. تحرك عسكري جاد يخلصنا من هذا الصداع رغم تداعياته المزعجة إلا أن الصمت والانتظار إلى الأبد، من شأنه الإضرار بمصالح وشعوب كل هذه الدول، واستمرار لتمادي شوكة الإرهاب وتعاظم دورها بل واكتسابها شرعية لم تستطع أن تكتسبها طوال تاريخها.

الجريدة الرسمية