رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح جاهين يكتب: في الفاضية والمليانة

فيتو
18 حجم الخط

في مجلة صباح الخير عام 1968 كتب صلاح جاهين مقالا قال فيه :

وحيدا في قمتى الباردة والسحب تلفنى وتدخل في عيونى وتخرج من حلقى وحيدا في برجى العاجى حيث لا يصلنى إلا صوتى.. وحيدا في ملكوتى أجلس شامخا كشيخ القرود في حديقة الحيوان وأخرف.


أحيانا أخرف تخريفات تعجبك أيها القارئ العزيز، فتضحك وتكركر أو تبكى منفعلا وتدبدب يرجليك في الأرض وتخبط رأسك في الحيط.

أو تتنهد واضعا يدك الكريمة على قلبك الرحيم منذ أصاب منك كلامى وترا حساسا، أو حشاشا لا سمح الله، وإن شاء الله العدو اللى يكرهك.. أصل فيها إعدام وحاجات من هذا القبيل.

وأحيانا أخرف تخريفات فإذا رزقنى الله بمن يقول لى إنها بايخة وضعت عقلى في رأسى وبطلتها في الحال.. أما إذا تركنى الناس على عماى أو تحرجوا من لومى أو تقريعى، أو تآمروا على حضرتى لكى أقع في شر أعمالي فإننى ربما أظل مستمرا قبل أن ينبهنى ابن حلال ببواخة ما أنا فاعله.

من بين هذه التخريفات حكاية السجع الذي كنت استعمله في هذا الباب المسمى (في الفاضية والمليانة).

كنت اكتب زى مخاليق ربنا من الكتاب الجهابذة ورؤساء التحرير العباقرة، ثم أجئ إلى هذا المقال فينعوج لسانى وينقلب كيانى وابدأ الكلام المسجوع حتى تحسبنى مؤرخا من القرن الـ13.

لكن بعض الأصدقاء من ذوى القلوب الجريئة منهم مفيد فوزى وصافيناز كاظم والصديق حلمى فرج دخلوا على العبد لله ذات يوم مسلحين بالمدافع الرشاشة التي هي في أفواههم بالطبع وهات طاخ طوخ وفين يوجعك حتى تبت إلى الله وقلت حرمت خلاص أكتب بهذا الأسلوب أو يأكلنى السبع أو يأخذنى الشيطان.
الجريدة الرسمية