رئيس التحرير
عصام كامل

الوقاية خير من العلاج


وصلتني رسالة من أحد القراء الكرام وهو طبيب لأمراض الكلى يقول فيها:

"المشكلة المطلوب حلها لتخفيض بعض من عبء الخدمة الطبية على الدولة، هي مشكلة ضعف إجراءات الوقاية من المرض، فمن المعروف أن لدينا قرى تعاني نقص المياه النظيفة وبالنظر إلى سكانها نجد أكثر المواطنين فيها يعانون الفشل الكلوي، ولو تم صرف قدر ضئيل من ميزانية الدولة في اتجاه الوقاية من وقوع المرض لكان ذلك أفضل بالطبع.


الوقاية أيضا مهمة في اتخاذ كامل الحرص في إجراءات الأمان تجاه حاملي فيروس سي، حيث قد يدخل المريض للغسيل الكلوي وإذا تم إهمال التحاليل ينقل المرض إلى كل من سيأتون بعده، فيدخل المريض مصابا بفشل كلوي ويخرج بفشل كبدي.

تكاليف الوقاية أقل كثيرا من تكاليف العلاج، وعلينا أن نقوم ببذل كل الجهود من أجل تعديل جزء من بنود الإنفاق في الموازنة من العلاج إلى الوقاية ستكون النتائج مبشرة بالخير"

ولكاتب هذه الرسالة أقول:
أشكرك على النصيحة الكريمة وهي الحقيقة الواضحة، فالوقاية خير من العلاج، والمطلوب أن يتم التعامل مع مشكلاتنا بهذا المنظور الذي يمنع وقوع الكارثة قبل أن تحدث، ويتطلب ذلك وعيا بالمخاطر والتعامل معها ويتطلب الوعي اتصالا فعالا بين الدولة والمواطن ونظاما لاستقبال المعلومات من المواطن والتعامل معها بكل سرعة وجدية.

ليس ذلك في مجال الطب فقط إنما في مجالات كثيرة.. سنعمل لإصلاح بلادنا كل يوم ولن نرتاح قبل أن نراها بخير، وسنبذل كل الجهود من أجل إبلاغ المقترحات التي تسهم في خلق مستقبل أفضل، وعلى كل من يرى شيئا يفيد بلدنا عليه أن يبلغ بذلك أولى الأمر، فالسفينة واحدة والمصير واحد وسنخلق معا مستقبل أفضل لأولادنا.

الجريدة الرسمية