رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ثورة يوليو.. والقدس.. وحوار السيسي مع الشباب!


تعددت القضايا التي طاردتنى هذا الأسبوع للكتابة فيها، أكتب عن ثورة 23 يوليو التي لا يزال التعامل معها بشكل غريب وأحيانا مريب، وما يحدث في القدس يشغلنى وأثارنى ما كتب على شبكات التواصل الاجتماعى، كما لفت نظرى مؤتمر الشباب الذي عقد بمكتبة الإسكندرية وكان للرئيس السيسي حضور فيه.


أولا: لايزال البعض يتعامل مع التاريخ وأحداثه، بمنطق أبيض أو أسود، أهلاوى أو زملكاوى، وهذا خطأ في المنهج العلمى للنظر ولا يمكن التعامل مع الأحداث التاريخية بهذا المنطق، ولكن يجب علينا أن ندرس ونتدبر التاريخ حتى نتعلم منه، ثورة يوليو حققت إنجازات مدهشة ولها انكسارات حادة، ومن هنا يأتى السؤال: متى نتعلم من التاريخ ولا نهيل عليه التراب!؟ أتمنى أن يأتى هذا قبل أن نفارق الحياة.

ثانيا: لا يمكن أحد يستطيع أن يزايد على ما قدمته مصر ليس لفلسطين فقط، بل الأمة العربية كافة، فعندما حاربت في عام 1948 كان من أجل فلسطين! وفى يونيو 67 كان من أجل فلسطين، مصر التي دعمت منظمة فتح وكانت الملاذ للفلسطينيين، وماحدث في المسجد الأقصى في الأيام الماضية، كشف الانقسام الحاد في المواقف العربية تجاه المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، ولكن الغريب أن الانقسام الأشد بين الفلسطينيين، وبالتالى لن تعود القضية الفلسطينية على رأس الاهتمام العربى والعالمى إلا بعد توحيد كلمة الفلسطينيين أنفسهم! ونعود للتاريخ لنتذكر واقعة مهمة ربما نتعلم منها!

أرسل ثيودور هرتزل رسالة إلى السلطان عبد الحميد الثاني يعرض عليه قرضًا من اليهود يبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني، مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومنح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكمًا ذاتيًا. وفيما يلي نص الرسالة:
"ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه إسترليني يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته، تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنيه إسترليني في السنة الأولى وتزداد إلى مليون جنيه إسترليني سنويًا. ويتعلق هذا النمو التدريجي في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين. أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية. مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية:

الهجرة اليهودية إلى فلسطين، التي لا نريدها غير محدودة فقط، بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة. وتعطي المهاجرين اليهود الاستقلال الذاتي، المضمون في القانون الدولي، في الدستور والحكومة وإدارة العدل في الأرض التي تقرر لهم. (دولة شبه مستقلة في فلسطين).

ويجب أن يقرر في مفاوضات القسطنطينية، الشكل المفصل الذي ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم.

قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي: يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم. سيكون لهذه الدعوة قوة القانون وتبلغ الدول بها مسبقًا.

وقد رفض السلطان عبد الحميد الثاني هذا العرض رغم احتياج الدولة إلى الأموال، وردَّ على هرتزل قائلًا: "انصحوا الدكتور هرتزل بألاّ يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع؛ إني لا أستطيع أن أتخلَّى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست مِلْك يميني، بل مِلْك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها، وروتها بدمائها!".

ونحن الآن نسأل: هل نتعلم من التاريخ!؟

ثالثا: مؤتمر الشباب بالإسكندرية، فإن الحسنة الوحيدة التي يمكن الإشارة لها هو حوار الرئيس السيسي مع الشباب، وأسوأ ما فيه هو حشد عدد من الوزراء يتحدثون بلا فائدة أو طائل، والأولى كانت تقام ورش حوارية تنصهر رؤى الرأى والرأى الآخر! فهل نتعلم من تجاربنا!؟
Advertisements
الجريدة الرسمية