رئيس التحرير
عصام كامل

روسيا والتحديات الأمنية والاقتصادية لتنظيم كأس العالم 2018.


إن نجاح روسيا في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى لا يأتي من فراغ. فبعد أن نجحت روسيا في تنظيم الأولمبياد الشتوى في 2014 في مدينة سوتشي، وبعد النجاح الكبير في تنظيم كأس القارات في بداية هذا الصيف، أصبحت روسيا أكثر مقدرة سواء من الناحية الأمنية، التنظيمية أو الاقتصادية على تنظيم أكبر حدث كروى في العالم وهو كأس العالم في العام القادم.


فالنجاح الذي رأيناه في كأس القارات 2017 جعل روسيا تستقبل المديح سواء من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أو من المنتخبات التي نافست في كأس القارات وذلك قبل عام واحد على استضافتها 32 فريقًا في نهائيات كأس العالم 2018. فقال رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، إن "البطولة التي احتضنتها أربع مدن حققت نجاحًا باهرًا، بعدما تبددت المخاوف التنظيمية والأمنية".

وقد أقيمت مباريات البطولة في كل من موسكو وسان بطرسبرغ وكازان وسوتشي، وجميعها تملك منشآت جيدة وباعًا طويلًا في استضافة الأحداث الرياضية، وفى هذا الشأن قال نائب رئيس الوزراء الروسي، فيتالي موتكو: "ستكون الأمور أكثر صعوبة في كأس العالم.. لكن قياسًا على مستوى التنظيم في كأس القارات فسوف يكون النجاح مكتملًا".

وقد شعرت الجماهير الوافدة بسعادة بالطبع بعدما وفرت السلطات الروسية الانتقالات مجانًا بالقطارات بين المدن المستضيفة لكأس القارات، وهذه السعادة من المؤكد أنها ستكتمل عندما يحين موعد نهائيات كأس العالم 2018 عندما سيجد أي مشجع يمتلك تأشيرة دخول روسيا من أجل مشاهدة مباريات كأس العالم المئات من المتطوعين في المطارات ومحطات القطار الروسية من أجل مساعدته للوصول للملاعب والفنادق.

فكانت آخر نسختين لكأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014 يتعرضان دائما للهجوم والشكاوى قبل التظيم سواء من عدم اكتمال الأبنية وعدم وجود الفنادق وغيرها من المشكلات التي كانت تهدد إقامة هاتين النسختين لولا الدعم الكبير جدا من جانب الـ«فيفا» للإسراع في التحضير، فمثلا لا ننسى في مارس 2012، شن جيروم فالك الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم الـ«فيفا» هجوما شديدا على استعدادات البرازيل لاستضافة كأس العالم 2014 قائلا إنه "لا يحدث الكثير من التقدم" وإن المنظمين هناك "يجب عليهم الإسراع في العمل".

لكن في الحالة الروسية نجد أن الأمور تسير على ما يرام نظرا لقوة الحكومة الروسية والعمل الدائم من جانبها سواء من الناحية الأمنية أو التنظيمية على إنجاح أي حدث رياضي كبير يقام على أراضيها، وهذا ما رأيناه في تنظيمها للأولمبياد الشتوى في 2014 وتنظيمها لكأس القارات 2017.

وقد زار وفد من سفارة المملكة المتحدة في روسيا مدينة نيجنى نوفغورود في 4 يوليو 2017 وأشاد بشكل كبير بالاستعدادات والمرافق كافة التي من المنتظر أن تشارك في نهائيات كأس العالم 2018، وخص الوفد البريطاني بالإشادة بمطار مدينة نيجنى نوفجورود (مطار ستريجينو).

وقال القنصل البريطاني توماس ريجان الذي كان يترأس الوفد بأن السفارة البريطانية تعمل بشكل دائم مع الأجهزة الأمنية الروسية للوصول للهدف المشترك بيننا بتأمين مباريات كأس العالم، وفى هذا الصدد تم منع نحو 50 مشجعا مشاغبا بريطانيا من الدخول إلى الأراضي الروسية.

وذكر ممثلو الوفد البريطاني عن أملهم في لعب إحدى فرق المملكة المتحدة ( ويلز، اسكتلندا، إيرلندا وإنجلترا) على ملعب (فولجا آرينا) في مدينة نيجنى نوفجورود، نظرا للمستوى العالى والمحترف في التحضير لكأس العالم في هذه المدينة الجميلة.

بشهادة السفارة البريطانية (وبريطانيا لا تمتلك علاقات طيبة سياسية- اقتصادية مع روسيا في الوقت الحالي بسبب الأوضاع في أوكرانيا وسوريا) نكون أمام شهادة من عدو على حسن سير الترتيبات الخاصة بتنظيم كأس العالم 2018 ونكون بذلك أمام حالة خاصة وإشادة كبيرة سواء من جانب الاتحاد الدولى لكرة القدم أو سواء من دولة كبيرة كبريطانيا في المجال الكروى.
الجريدة الرسمية