هذا هو المقياس الحقيقي لنجاح الحكومة!!

الشعب يمكنه تقبل القرارات الإصلاحية مهما تكن صعوبتها مادامت تصب في صالحه والصالح العام، وما دام يرى حكومته تبدأ بنفسها وتتحمل المسئولية السياسية في التصريحات والأفعال، لا أن يخرج علينا وزير البترول لينفي أي زيادة في أسعار الوقود ثم تقر حكومته ذاتها تلك الزيادة في اليوم التالي مباشرة وبعدها بأيام قليلة حدثت زيادة جديدة في أسعار الكهرباء.. كان على الحكومة أن تشرح للشعب: لماذا هذه القرارات الآن.. وماذا سوف يجني من ورائها.. ومتى تتحقق الفائدة.. وماذا سوف تفعل الحكومة لتحسين حياته اليومية ورفع مستوى معيشته.. وماذا ستتحمل هي من هذه القرارات، وكيف ستوقف البيروقراطية التي تنخر في عظام الدولة وتحول دون تقدمها أو لحاقها بركب الدول الكبرى..

ثم أين منظومة الكروت الذكية للبنزين التي لا تساوي بين المواطن المصري والأجانب والسفارات في استهلاك الوقود.. كيف نسيت الحكومة الفلاحين في القرى الذين يستخدمون السولار في تشغيل ماكينات الري.. أين دعم المزارعين والمنتجين الحقيقيين في هذا البلد.. كيف يتساوى من يملك سيارة متواضعة بمن يملك أخرى فارهة أو أكثر من سيارة في وقت واحد.. أين العدالة في خفض الدعم عن المحروقات.. الأمر حتمًا في حاجة لمراجعة وإعادة تقييم حتى لا تتحمل الفئات الأضعف النصيب الأعظم من فاتورة الإصلاح.. وحتى لا تزداد الفجوة بين المواطنين والحكومة أكثر من ذلك.