رئيس التحرير
عصام كامل

عن نواب الجزيرتين !


للآن لم يستقيل نواب 20 / 30، الرئيس وقع اتفاقية تعيين الحدود منذ أيام.. قبلها قال النواب إن استقالاتهم مكتوبة.. لو حدث ووقع الرئيس.. أغلبهم قال إنه لا يهمه عضوية البرلمان، وإن أحدهم لم يسع إليها.. قالوا إنهم دخلوا البرلمان حماية لحق المصريين.. ولو حدث، وأقرت اتفاقية تعيين الحدود، فهم لن يهمهم المظاهر ولا يهمهم سيط "عضوية النواب".


وقتها قال أحدهم بالحرف إن "عضوية النواب جت عليه بخسارة".. قال كلامًا كثيرا بالمفتشر ولم يكن ما قاله أو قالوه صحيحا.. فلا عضوية المجلس جاءت على نواب 25 / 30 بخسارة، ولا صحيح أنهم لا يهمهم المظاهر أو السيط، بالعكس.. أثبتت الشواهد أن أغلبهم معتادو شهرة.. ومدمنو سيط، لذلك لما وافق البرلمان، ووقع الرئيس، لا استقال أحد.. ولا أعلن نائب منهم أنه قدم استقالته.. وترك ما تحت القبة.

طلعوا كذابين.. النت كذاب يا خلف.. فالذي حدث أن الرئيس وقع، والاتفاقية تم إقرارها، لكنهم لا استقالوا.. ولا تركوا مقاعدهم شاغرة.

كان "كلام ابن عم حديت".. كلام والسلام.. كانت أحاديث في الهواء.. أحاديث لزوم الصوت والضوء.. كشفت الأزمة نواب 25 / 30.. من أول المخرج خالد يوسف.. حتى المحاسب هيثم الحريرى.. "أزمة الجزيرتين" تداعياتها كشفت نواب الصوت العالى والجعجعة.. كشفت متاجرين بالشعارات، ومدمني ترويج اللوطنية "على ما تفرج".

لكن هل انتهت نكات تداعيات "الجزيرتين"؟ هل مرت الأزمة؟ الإجابة: لا.. العرض مستمر.. ومحاولات "الهيصة" مستمرة أيضا.. نواب 25 / 30 أعلنوا مؤخرًا إجراءات لائتلاف برلمانى ضد تسليم الجزيرتين.. 100 نائب قالوا إنهم متسمرون في سعيهم لإعادة تيران وصنافير!

قالوا إنهم تعرضوا خلال مناقشة البرلمان للاتفاقية لإرهاب وتهديد.. قالوا إن بقية النواب أرهبوهم، لذلك فموافقة النواب على الاتفاقية شابها الشك والعوار.. الكلام الفارغ مستمر.. و"الدوشة" مستمرة.

الائتلاف الجديد أكيد لكن الخلافات على الاسم.. نائب شهير قال إن الاسم المقترح: "الأرض".. نائب آخر قالك: "الكرامة".. لو سموه "الأرض" فالمعنى تفريط باقى النواب في التراب.. لو سموه الكرامة، فالمعنى أن مؤسسات الدولة طحنت الكرامة وخالفت الشعور الوطنى.

صحيح كلها محاولات "على الضيق".. صحيح هو استعراض كما عروض السيرك.. "رجل كاوتشوك" مرة.. ومرة بهلوان.. لكن لابد في الأمر من دروس مستفادة.

الدرس الأول مواقف مصطنعة، ومزادات الوطنية الزائفة، هي آخر ما لدى بقايا "رموز يناير" في البرلمان.. كما في الأوساط الحزبية.. لذلك المحصلة صفر.. وأنتظر مزيدًا من أصفار. 

أزمة الجزيرتين كان آخر اختبار لرموز يناير.. اقرأ الفاتحة على "رموز يناير".. "رموز يناير".. البقاء لله !
wtoughan@hotmail.com
twitter: @wtoughan
الجريدة الرسمية