رئيس التحرير
عصام كامل

فيها حاجة حلوة.. الرقابة الإدارية


كما عهدنا أنفسنا البحث عن النماذج الإيجابية في المجتمع سواء مؤسسات أو أفراد، وأيضًا تسليط الضوء على الإنجازات التي تتحقق،
ليس فقط للإشادة بأصحابها، وتحفيز الآخرين على العمل والإنجاز، ولكن أيضا من أجل بث روح الأمل والتفاؤل في نفوس المواطنين، حتى لا يستسلموا لليأس والإحباط.. فالشعب المحبط لا يعمل ولا ينتج، وهذا ما يتمناه لنا أعداؤنا، ولهذا وقبل ساعات من انتهاء الشهر الكريم وجدت لزمًا على قول شهادة حق في جهاز وطني محترم، وهو هيئة الرقابة الإدارية..


التي أصبحنا نشعر جميعا بالجهود التي تقوم بها ليس فقط في مكافحة الفساد، ولكنها وبتكليف من الرئيس السيسي تحمل حاليا على عاتقها الكثير من الملفات المهمة، مثل ضبط الأسعار وتحسين الخدمات وجودة المشروعات وتهيئة مناخ الاستثمار وحل مشكلات المستثمرين، ومراجعة تراخيص المباني وإزالة المخالفات واسترداد الأراضي المنهوبة..

هيئة الرقابة الإدارية كانت مثل الصندوق الأسود، لا يعلم أحد ما بداخلها ولا احتكاك لها مع المجتمع، لكنها مؤخرا أصبحت ملء السمع والبصر وجهودها معلومة للجميع ورئيسها أصبح شخصية عامة يعرفه المواطنون، وهو حاضر في كل المناسبات المهمة ويتحدث أمام كاميرات الإعلام..

عدد أعضاء الرقابة الإدارية لا يتجاوز 500 عضو، لكن بسبب نشاطها المتميز وضربتها القوية تشعر أنهم مائة ضعف هذا العدد، لأنهم متواجدون في كل مكان ويقتحمون كل الملفات ويحاربون على كل الجبهات، خبطات كبيرة وجهتها الرقابة الإدارية لحيتان الفساد، وأموال كثيرة استردتها وقضايا مهمة فجرتها، فالتحية واجبة لرجالها الشرفاء وحقهم علينا الشكر وإبراز جهودهم، أنا كمواطن عندي اقتراح وثلاث أمنيات..

فالاقتراح هو تعيين متحدثا رسميا باسم الرقابة الإدارية يتواصل مع وسائل الإعلام على مدار الساعة، وعدم الاكتفاء بالبيانات الصحفية التي تصدرها كلما ضبطت متهما أو فجرت قضية، لأنه أحيانا بعض الأمور تحتاج إلى توضيح وشرح لا يوفره البيان الصحفي، أما الأمنيات: فالأولى الرقابة على سفر المسئولين للخارج في مهام رسمية وكذلك المكاتب والسفارات والبعثات الخارجية هذا ملف يحتاج اهتماما أكبر، لأنه يستنزف أموالا كثيرة وبالعملة الصعبة من ميزانية الدولة المنهكة، والعائد منه أحيانا يكون ضعيفا ويجب ترشيده إلى أضيق الحدود وبما يحقق فائدة حقيقية للبلد..

الأمنية الثانية، إعطاء ملف اختيار القيادات أولوية قصوى، لأن الشعور العام لدى المواطنين أن كثير من القيادات الحالية ليست على مستوى المرحلة المهمة التي تعيشها البلاد، وأن بوصلة الاختيار تتجه عمدا إلى الأضعف، وكانت هناك فكرة قديمة بإنشاء بنك للقيادات والكفاءات، ومصر مليئة بالكوادار التي تستطيع تحمل المسئولية سواء من القطاع العام والخاص ومن المصريين في الداخل والخارج، حسن اختيار القيادات يضمن نصف النجاح ويسهم في حل كثير من المشكلات.

الأمنية الأخيرة هي الاهتمام بالوقاية من الفساد، والقضاء عليه من المنبع، ومنع حدوثه والتوسع في تعريفه، وهذا موضوع كبير نتناوله في مقال آخر..

أكرر التحية والاحترام لرجال الرقابة الإدارية، الذين تشعر معهم أن مصر ما زالت بخير، وفيها أجهزة قوية ونزيهة، وهذا يمنحنا طاقة إيجابية وتفاؤل في مستقبل أفضل.
عيد سعيد وكل عام ونحن جميعا بخير وأكثر قربا من الله وحبا لبلدنا واللهم احفظ مصر. 

الجريدة الرسمية