رئيس التحرير
عصام كامل

الصواريخ الإيرانية والإنذار الروسي وعملية ردع ترامب!


صواريخ "قيام" و"ذو الفقار" الإيرانية التي قيل إنها أصابت أهدافها بدقة كبيرة حتى أنها قتلت العشرات من داعش في دير الزور بسوريا ترسل رسائل في أكثر من اتجاه ليس للسعودية فحسب كما قال أغلب المحللين بل أيضا إلى إسرائيل، فالصواريخ التي تعبر أجزاء من إيران ثم العراق كله وجزء من سوريا يمكنها بالطبع إن توجهت إلى اليسار قليلا أن تصل إلى تل أبيب التي ستدفع الثمن حتمًا في أي مواجهة عسكرية أمريكية ضد إيران، وبالتالي نقف أمام معادلة صاروخية جديدة ليست هذه المرة عن مدى الصواريخ وإنما عن الدقة في إصابة الأهداف وأرادت إيران أن تكون التجربة عملية لتقول طهران لترامب أن عليه أن يتخيل الصورة التي يمكن أن تكون عليها المنطقة أن تمادي ترامب في الحشد ضد إيران!


ولم يكد ذلك المشهد أن يكتمل إلا وروسيا تعلن أنها تعلق اتفاق تنسيق التحليق الجوي في سوريا بين طيرانها والطيران الأمريكي منعا للصدام، بل أضاف المتحدث الروسي أن روسيا من الآن ستتعامل مع أي جسم متحرك في الهواء وستسقطه فورًا بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى !

روسيا تشعر بالإهانة بعد إسقاط الطائرة السورية أمس الأول واعتبرته عدوانا عليها وبذلك تصل روسيا إلى أقصى مواقفها في سوريا، بينما الجيش السوري نفسه يحقق انتصارات مبهرة حتى أنه يستعجل الاشتباك مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة أمريكيا، وبالتالي يؤكد الرئيس الأسد رفضه التام أي محاولة لتقسيم سوريا وأن المعركة ستنتقل من الإرهابيين إلى الانفصاليين فورًا!

بينما إن تركنا كل ذلك وعدنا إلى الأجواء الساخنة في الخليج لوجدنا أن إيران تعلن قبل أيام عن مقتل أحد بحاريها والسعودية تعلن أمس احتجاز زورق إيراني كان يخطط كما قالت لأعمال عدوانية ولا نعرف مصير المحتجزين وكيف ستتعامل إيران؟

ما يعنينا أن التحالف الروسي الإيراني اختار الرد على ترامب بطريقة مختلفة بعد صمت طويل سواء في زيارة ترامب للخليج أو العمليات العدوانية الأمريكية ضد الجيش السوري وتلميحات دعم الأكراد في الانفصال في سوريا لتدخل الأزمة السورية إلى مراحل ما قبل الحسم النهائي وتلقي الكرة إلى ملعب ترامب الذي سنبقى في انتظار رده !

السؤال: هل ستلعب الأزمة في الخليج دورًا في الأمر؟ فحلفاء أو عملاء قطر يلقون هزائم ساحقة وتركيا ضد الأكراد وإيران ضد الاثنين وروسيا مع سوريا والأهم أن مصر مع سوريا وضد قطر وضد تركيا وضد الإرهابيين وننتظر جميعا ما سيحدث!
الجريدة الرسمية